وسط سعادة عربية غامرة وارتياح لفوز مصر بمقعد غير دائم فى مجلس الأمن الدولي، أكدت مصر أنها تدخل المجلس برؤية متكاملة، وتسعى من خلال عضويتها فى المجلس إلى ضبط نشاطه ورؤيته تجاه القضايا الدولية المختلفة. وبعد فوز مصر بعضوية المجلس بأغلبية 179 صوتا من أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد المستشار أحمد أبوزيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أن فوز مصر للمرة الخامسة بالمقعد غير الدائم، وحصولها على العدد المطلوب من الأصوات الدولية، يؤكد مكانتها إقليميا وعالميا، موضحا أن مصر "تدخل المجلس برؤية متكاملة وطرح"، وأنها "ستسعى من خلال التحرك على المستوى الدولى إلى طرح رؤيتها لهيكلة مجلس الأمن الدولى والتعامل مع القضايا الأفريقية والإقليمية والدولية، وستسعى من خلال العضوية إلى ضبط نشاطه ورؤيته تجاه القضايا الدولية". وأعرب المتحدث فى تغريدة له على موقع "تويتر" فور انتهاء التصويت عن شكره لكل من دعم الترشح المصرى للمقعد غير الدائم، وقال إنه على الرغم من أن مصر والسنغال هما الدولتان المرشحتان عن افريقيا دون وجود منافس لهما، فإن الاقتراع يؤكد مدى القدرة على الحصول على الأصوات المطلوبة لعضوية مجلس الأمن بأكثر من ثلثى العضوية، أى 129 صوتا، وأن حصول مصر على أعلى من هذا الرقم يعنى المزيد من الدعم والثقة فيها، والرغبة من جانب المجتمع الدولى فى رؤية مصر فى مجلس الأمن وهى تتحمل مسئولياتها، وهو نجاح لحملة الحشد التى أعدتها مصر، وقام بها وزير الخارجية سامح شكرى فى الفترة الماضية. وكانت مصر قد فازت رسميا بمقعد غير دائم فى مجلس الأمن للمرة الخامسة فى تاريخها بعد حصولها على 179 صوتا عقب عملية التصويت السرى التى تمت بالأمم المتحدة بنيويورك، والتى أسفرت عن اختيار مصر والسنغال واليابانوأوكرانيا وأورجواي، وفقا للنتيجة التى أعلنها مانكيور نديا رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، على أن تبدأ العضوية بمجلس الأمن فى بداية يناير المقبل ولمدة عامين. وكان سامح شكرى وزير الخارجية قد أكد فى تصريحات له عقب الفوز بالمقعد أن مصر ستعمل على الحفاظ على المصالح العربية والإسلامية والأفريقية، مشيرا إلى أن مصر ستكون هى المتحدث باسم العالم الثالث فى مجلس الأمن الدولي. وذكرت وكالة رويترز فى تعليقها على نتيجة التصويت أن مصر واليابان والسنغال وأوكرانيا وأوروجواى انتخبت دون معارضة، وأن مصر حصلت على 179 صوتا من أعضاء الجمعية العامة المؤلفة من 193 عضوا، بينما حصلت اليابان على 184، والسنغال على 187، وأوكرانيا على 177، وأوروجواى على 179 صوتا، لتحل هذه الدول محل تشاد وشيلى والأردن وليتوانيا ونيجيريا فى المجلس المؤلف من 15 مقعدا بينها خمسة مقاعد دائمة. ونقلت "رويترز" عن شكرى قوله إن "مصر فازت بعضوية مجلس الأمن عن جدارة واستحقاق، والمقعد هو تأكيد لمكانة مصر"، وأضاف أن "مصر تستعيد ريادتها وقدرتها على أن تكون طرفا إقليميا ودوليا فاعلا يتفاعل معه المجتمع الدولى بشكل إيجابي"، كما ذكر أن القضية الفلسطينية تظل أولوية لمصر، وستعمل كذلك على إنهاء النزاعات العديدة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط من خلال عضويتها فى مجلس الأمن. وقالت رويترز فى تعليقها أيضا إنه "لم يتضح بعد كيف ستتصرف مصر القوة الإقليمية الرئيسية بمنطقة الشرق الأوسط داخل مجلس الأمن"، ولكنها أضافت نقلا عن شكرى أنها ستبذل كل ما بوسعها من أجل الوفاء بمسئولياتها والتعاون مع الأعضاء الأربعة عشر الآخرين بمجلس الأمن الدولي. كما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن مصر تعهدت بألا تدخر جهدا فى "الدفاع عن القضايا العربية والأفريقية" وبالقيام بدور حاسم لقيادة الشرق الأوسط نحو "الاستقرار والتنمية" بعد انتخابها عضوا غير دائم، وأبرزت الوكالة بيان رئاسة الجمهورية أمس الأول الذى قال إن "مصر حرصت دوماً على الاضطلاع بمسئولياتها التاريخية فى الدفاع عن القضايا العربية والأفريقية (...) وتؤكد فى هذه المناسبة أنها لن تألو جهداً فى الدفاع عن مصالح أفريقيا لتكون خير معبر عن طموحات شعوب القارة نحو تحقيق الاستقرار والأمن والتقدم والبناء". وكان فوز أوكرانيا من أكثر الأمور إثارة للجدل فى تصويت أمس الأول، فقد ذكرت "رويترز" أنه بعد فوز كييف بالمقعد فإنها ستصبح فى مواجهة موسكو التى تتمتع بحق الفيتو. وكان وزير خارجية أوكرانيا بافلو كليمكن قد صرح فى وقت سابق الأسبوع الماضى بأن نهج كييف نحو روسيا "ليس تصالحيا بالتأكيد"، واصفا موسكو العضو الدائم بمجلس الأمن الدولى بأنها معتدية على بلاده. كما امتنع مندوب روسيا بالأمم المتحدة فيتالى تشوركين عن التعليق على كيفية تعامل موسكو مع أوكرانيا فى المجلس مستقبلا. وكانت مصادر دبلوماسية قد كشفت النقاب عن أن روسيا مارست حملة هادئة ضد أوكرانيا قبل التصويت على انضمامها إلى مجلس الأمن كعضو غير دائم. أما مندوب اليابان بالأمم المتحدة موتوهيدى يوشيكاوا فقال إن فوز بلاده بالمقعد يمثل المرة الحادية عشرة التى تشغل فيها طوكيو مقعدا بمجلس الأمن.