فى مثل هذا اليوم قبل 42 عاما وفى تمام الساعة الثانية وخمس دقائق من ظهر السبت 6 أكتوبر الموافق 10 رمضان هجرية كانت بداية الزلزال الرهيب على يد سلاح الطيران بقيادة الفريق محمد حسنى مبارك.. أكثر من 250 طائرة مصرية تعبر سماء قناة السويس صوب أهدافها المنتقاة بعناية فى سيناء.. وفى نفس التوقيت فتحت المدفعية المصرية بقيادة اللواء محمد حسن الماحى نيرانها بقوة أكثر من ألفى مدفع مستهدفة مواقع الإسرائيليين على طول الجبهة من بور سعيد شمالا إلى السويس جنوبا وبتركيز شديد تجاه النقاط القوية والحصينة فى خط بارليف... ولم تكد تمضى عدة دقائق حتى بدأت قوات المدفعية الساحلية بالتعاون مع زوارق الصواريخ فى ضرب التجمعات الإسرائيلية شرق بورفؤاد المحاذية للبحر الأبيض المتوسط شمالا بالتزامن مع قصف مماثل لمنطقة رأس مسلة وعيون موسى عبر خليج السويس جنوبا بعد أن أغلقت المدمرات المصرية مضيق باب المندب... وفى ظل هذه المفاجأة التى أربكت الإسرائيليين بعد عجزهم عن تحديد المحور الرئيسى للهجوم بدأت عمليات تجهيز القوارب المطاطية التى سيمتطيها أبطال العبور تمهيدا لإنزالها فى مياه القناة فى التوقيت المحدد قبل آخر ضوء بعد أن تستكمل المدافع الثقيلة مهمتها فى فتح الثغرات وتدمير موانع الأسلاك وحقول الألغام.. وسوف يظل مشهد عبور عناصر الاستطلاع وقوات الصاعقة هو أهم المشاهد الجسورة التى فتحت باب النصر الكبير بعد أن تتابعت جحافل العبور لاحتلال الساتر الترابى وبدء اقتحام النقاط الحصينة والاستيلاء عليها بعد استسلام معظم هذه النقاط ... وتحت ساتر قوات المشاة ونيران المدفعية بدأت فصائل المهندسين العسكريين فى عبور القناة لإنجاز المهمة الكبرى التى تنتظرها قوات المدرعات المصرية عندما يتم إنشاء المعابر والمعديات فى المناطق المحددة وبعد أن يكون رجال المهندسين قد تمكنوا من فتح ما يربو على 75 ممرا فى الساتر الترابى الرهيب بواسطة الابتكار المصرى لفتح الثغرات بواسطة طلمبات ضخ قوية لتكتمل بذلك سيمفونية الأسلحة المشتركة التى أبدع المصريون عزفها يوم 6 أكتوبر وتكون بمثابة فتح جديد فى الحرب الحديثة. ... وغدا نواصل الحديث [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله