التقيت بالسفير بريمجيت ساداسيفان، سفير سنغافورة في مصر أثناء الاحتفال بعيد تأسيس دولة كوريا الجنوبية الأسبوع الماضي، قلت له أنا سعيد بتوجه مصر تجاه دول الشرق ومنها سنغافورة بعد زيارة الرئيس المصرى، بادرنى بلهجة جادة قائلاً: وما أدراك أنه ليس توجه من سنعافورة تجاه مصر؟ كان رد السفير متوقعاً، فمصر التى تحتل موقعاً متميزاً فى قلب العالم كانت ولا زالت محط أنظار أى دولة تبحث عن طريق لتجارتها سواء من الشرق أو من الغرب. وقد أخبرنى سفير سنغافورة أن سر نجاح واستقرار سنغافورة هو ان دولته اختارت السلام والعمل مع الجميع من أجل رفاهية الشعب السنغافورى وهو ما جعل سنغافورة تصل إلى مرتبة متقدمة إقتصادياً وأصبحت حديث العالم خاصة بعد أن باتت دولة تمتلك قدرات تكنولوجية عالية جداً وتشتهر بشبكة مواصلاتها المتميزة. قررت أن أكتب عن جمهورية سنغافورة، تلك الدولة التى أصبحت مقصداً للسياح من كل صوب وحدب، و هى عبارة عن شبه جزيرة في جنوب شرقي آسيا، عند الطرف الجنوبي من شبه جزيرة الملايو، يفصلها عن "ماليزيا" مضيق جوهور كما يفصلها مضيق سنغافورة عن جزر "رياو" الاندونيسة وتبلغ مساحتها حوالي 710 كم². تحتل سنغافورة رابع مركز مالي في العالم كما تلعب دورا مهما في الاقتصاد العالمي حيث بلغ إجمالى الناتج القومى السنغافورى عام 2015 حوالى 307.87 مليار دولار أمريكى بمايقرب من 38087.89 ألف دولار نصيباً للفرد الواحد فى تلك السنة، أما ميناء سنغافورة فيعتبر خامس موانئ العالم من حيث النشاط. يصل تعداد سكان سنغافورة إلى حوالى خمسة ملايين نسمة، وهم خليط من الصينيين وشعب الملايو والهنود وآسيويين من ثقافات مختلفة بالإضافة لبعض السكان من أصول قوقازية. حصلت سنغافورة على استقلالها عام 1965 وهى دولة ذات تاريخ قديم عانت من الاستعمار ، لكنها الآن أصبحت من أعنى الدول وأكثرها رفاهية واستقراراً بعد ان أدركت أن السبيل لذلك هو العلم والتكنولوجيا ورفاهية الإنسان. هناك الكثير الذى يمكن كتابته عن سنغافورة وقد يحتاج المرء لكتابة كتاب عن تاريخ سنغافورة ونهضتها لكن الواضح أن سنغافورة نجحت فى الوصول لمصاف الدول الكبري فى زمن يسير بعد الاستقلال بجهد أبناءها واتجاههم لتبنى قيم العمل والتحضر. تسعي مصر للاستفادة من تجربة ستغافورة فى مجال تحلية مياه البحر بعد أن وجدت أن سنغافورة لديها نظام أكثر كفاءة وأقل فى التكلفة من مثيله الغربي وهو ما ابدت سنغافورة استعدادها لتقديمه دعما لمصر لكننى اتمنى أن تدرس مصر التجربة السنغافورية من كافة النواحى.. يعجبنى توجه مصرللاستفادة من تجارب دول الشرق، تماماً كما اسعد بتقارب مصر مع دول القارة الإفريقية، قارتنا السمراء، ذلك أننى حين أقرأ عن هذا التقارب وهذا التوجه اشعر أن مصر تستشرف آفاق المستقبل الذى وصلت إليه دول عانت من نفس ما عانيناه لكنها مثلنا ليس لها أطماع استعمارية أو توسعية وانما تؤمن بحضارة الإنسان. [email protected] لمزيد من مقالات أحمد محمود