أثبتت مشاركات الرئيس عبد الفتاح السيسى على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة محورية دور مصر فى المنطقة، خاصة عندما وضع خلال لقاءاته الثنائية وغيرها من المؤتمرات «خريطة طريق» لجعل منطقة الشرق الأوسط آمنة بلا منغصات سياسية أو تهديدات أمنية تروع شعوبها وتهدد مستقبلهم. لقد تزامنت أعمال الجمعية العامة فى دورتها السبعين، مع تدنى الأوضاع الأمنية فى الشرق الأوسط، ولم يعد الإرهاب هو التهديد الوحيد، فثمة اضطرابات سياسية فى سوريا واليمن وليبيا والعراق ولبنان. ومن المؤسف أن هذه الاضطرابات قد تقود بعض الدول الى التفكك والانهيار لتزداد مأساة الشعوب، وأمامنا مشكلة الهجرة غير المشروعة واللاجئين التى اهتمت بها أوروبا أخيرا، وجعلتها أولوية أمامها لإيجاد حلول لها بعيدا عن استقبال اللاجئين. وأصبح الحل الوحيد لهذه المشكلة هو التطرق لجذورها فعليا للتوصل إلى آليات عملية لإنهاء هذه الأزمات. وهنا، سعى الرئيس إلى مشاركة قادة الدول بحث سبل حل أزمات المنطقة، وجاءت سوريا على رأس الأولويات، ليحدد أن بقاء سوريا موحدة هو الحل الأفضل ، وألا تنقسم لدويلات صغيرة، فسقوط سوريا يعنى استيلاء الإرهابيين على أسلحتها ومعداتها، كما أن سقوطها لن يضرها بمفردها، بل سيمتد الأثر السلبى الى جيرانها من الدول بما يفرض تهديدا خطيرا على المنطقة ككل. وانطلاقا من الأزمة السورية ، كان حديث الرئيس عن ضرورة مكافحة الإرهاب ودعم جيوش الدول لمواجهة هذه الآفة ، ثم مطالبته جميع دول العالم بالمساهمة للمشاركة فى استئصال هذا الورم الخبيث، لأن هذا الإرهاب لن يتوقف على حدود الدول فقط، خاصة أنه أصبح عابرا للقارات مما يتطلب تكاتف دول العالم لمواجهته وتجفيف منابع تمويله. ولم يكن السلام بعيدا عن أولويات الرئيس فى مهمته بالأمم المتحدة ، حيث أكد أن حل القضية الفلسطينية سيغير وجه المنطقة للأفضل، ونعلم جميعا أن تجميد عملية السلام أصاب الشعوب العربية بالإحباط . يعلم القاصى والدانى ، أن الرئيس السيسى يسابق الزمن لتحقيق الإنجازات سواء على المستوى الداخلي، فكانت المشروعات القومية العملاقة عنوانا مهما خلال فترة حكم الرئيس ، ولم توقفه عملية التنمية فى الداخل عن إسهاماته على المستوى الإقليمى والدولى. لمزيد من مقالات رأى الاهرام