يشهد السودان يوما تاريخيا في11 ابريل الحالي, وهو الموعد المقرر لبدء أول انتخابات رئاسية تعددية في البلاد منذ24 عاما التي سوف تشكل مستقبل السودان خلال السنوات المقبلة, وسيكون لها أبلغ الأثر علي الاستفتاء الذي سيجري في يناير المقبل لتحديد مصير الجنوب. وقد شهدت الأيام الأخيرة سلسلة من الصراعات حول مصير الانتخابات, منها انسحاب بعض أحزاب المعارضة من بعض مستويات الانتخابات الرئاسية أو التشريعية, ومطالبة حزب الأمة وبعض القوي الأخري بتأجيل موعد الانتخابات, وتهديد الرئيس عمر البشير بأن تأجيل الانتخابات سيؤدي إلي عدم تنظيم الاستفتاء لتقرير مصير الجنوب, الأمر الذي دعا القوي الدولية لممارسة الضغوط لإجراء الانتخابات في موعدها بمشاركة جميع الأحزاب. وعموما فقد حسمت المفوضية العليا للانتخابات الأمر أمس, وأكدت أن الانتخابات ستتم في موعدها بدون تأجيل, وبدأت بعض أحزاب المعارضة في مراجعة موقفها والاستعداد لمشاركة جديدة خاصة في الانتخابات التشريعية خاصة ان هذه الانتخابات تعد فرصة تاريخية امام السودان للخروج من دوامة العنف والحروب الأهلية واستعادة السلام علي جميع أراضيه التي يتهددها الآن خطر التقسيم. ولن ينجح السودان في تجاوز هذه الأخطار إلا بانتخابات حرة نزيهة من جانب جميع الأطراف, خاصة انها تتم تحت رقابة دولية رسمية وشعبية, وقد تكون الفرصة الأخيرة امام النظام السوداني لاستعادة مصداقيته امام المجتمع الدولي لعودة السلام إلي السودان بأكمله.