لحظتان فى حياة البشر لا يستطيع الإنسان أن يغير فيهما، لحظة الميلاد.. ولحظة الفراق».. الكلمات السابقة لشاعرنا الكبير فاروق جويدة معبراً فيها عن رأيه فى تجارب الحب والفشل العاطفى،» فكلنا كما يقول جويدة يخاف الفراق وتدميه لحظات الوداع.. ولكن أى شىء فى الحياة لم تعصف به لحظة فراق حزينة أوساعة وداع مؤلمة».. إلى هنا تنتهى كلمات فاروق جويدة.. ويبدأ بعدها السؤال: هل يمكن أن يكون هناك علاج فعال بعد الفراق والفشل فى الحب أوالزواج؟ وهل من الممكن أن تحل المسكنات مشاكلنا العاطفية؟ أسئلة نحاول البحث لها عن إجابة فى هذا الموضوع. ............................................................................................................................. البعض يلجأ لإقامة علاقات جديدة تعويضاً عن العلاقات القديمة الفاشلة كنوع من التسكين للقلب وآلامه، ولكنها قد تنجح أحياناً فيشعر الإنسان بالسعادة المفقودة، وقد تفشل أحياناً ليصبح الألم مضاعفاً ويخلف وراءه ضحايا أبرياء. نورهان موسى تروى حكايتها فتقول: اعتبرت خطيبى نوعاً من المسكنات العاطفية التى تنسينى آلام الفراق عن رجل أحببته وكان يعاملنى بطريقة قاسية، لكننى ظللت باقية على حبه وتذكره دائماً مما جعلنىعاجزة عن التواصل مع خطيبى الذى عانيته بجفاء وقسوة لأجعله يشعر بمرارة الظلم الذى عانيته مع خطيبى السابق! وبعد أن فسخت الخطبة عرفت أن خطيبى لم يكن سوى مسكن عاطفى لحبى القديم الذى عجزت عن نسيانه! والنتيجة أننى فعلت نفس الشىء مع شخص لا ذنب له. وبدورها تقول جيهان أبو الفتوح 32 سنة إنها حاولت أن تنسى حبيبها السابق ولكنها لم تستطع، فعرضت عليها إحدى صديقاتها أن تتزوج من أخيها وبالفعل تزوجت منه وكان بمثابة الزوج الصالح فعلاً ولكنه فشل فى أن يجسد أمامها صورة الحبيب الذى تتمناه لذلك لم تتمكن من حبه ولكنها تعودت عليه وعلى وجوده كزوج فى حياتها. وفى المقابل يقول محسن شعلان 33 سنة إن مبدأ «داونى بالتى كانت هى الداء» أمر شائع ولكنه خاطئ، لأنه لا يعقل أن نستغل أى شخص عاطفياً لننسى به آلامنا من شخص آخر.. ويحكى شعلان قصته قائلاً: إنه ارتبط بعلاقات عاطفية عديدة بعد فسخ خطبتى ولكننى كنت اري دوما صورة خطيبتى فى كل فتاة أتعرف عليها، لذلك فشلت فى الاستمرار فى أى علاقة وقررت أن أنتظر حتى تتحرك مشاعرى وبوصلة قلبى. الاستراحة مطلوبة أما فتحى مصطفى – 28 سنة – فقد فشل فى حبه الأول وظل طيف الحبيبة يطارده عدة سنوات حتى وجد الفتاة التى أنسته حبه الأول وبالفعل كانت هى خير دواء للعذاب.. و تعويضا عن خيبة أمله فى تجربته الأولى ورفض أن يصفها بالمسكن العاطفى اذاصبحت هى حبه الحقيقى. حملنا هذه التجارب للدكتورعادل مدنى أستاذ الطب النفسى ومستشار العلاقات الزوجية بكلية الطب جامعة الأزهرفقال: إن المشكلة ليست فى الاعتماد على بناء علاقات جديدة لتعويض الفشل فى قصة حب أو مشروع زواج لم يكتب له النجاح.. ولكن المشكلة الحقيقية تكمن فى الاعتماد على أسلوب الخداع سواء خداع أنفسنا أو خداع طرف ثالث لا ذنب له لمجرد نسيان التجربة الفاشلة، وبالتالى فإن الحل الوحيد المتاح هو إعطاء العقل والقلب استراحة للشفاء وإعادة الحسابات والتعلم من الأخطاء لنضمن بعد ذلك اختيارات عاطفية سليمة وأكثر منطقية. وأضاف أن اتخاذ بديل عاطفى أو بمعنى أدق «دوبلير» للحبيب يحكم على العلاقة بالفشل وذلك لأنها تكون خالية من الإخلاص والتلقائية.