«إنهم الأقدر علي التواصل عالميا.. فهم يستوحون أفكارهم وآراءهم وقصصهم من قلب المجتمع المصري ومن ثقافته الشرقية ويترجمونها بلغات أخري وهم بذلك ينقلون مصر نقلة هامة للعالمية» .. هكذا وصف الدكتور سعيد المصري أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة الشباب الذين ينشرون كتبا باللغة الإنجليزية واللغات الأخرى، ويدعو إلي تنميتهم وزيادة عددهم لأنهم يمثلون فئة قليلة من المجتمع المصري، وتحديدا الشريحة العليا من الطبقة الوسطي، الذين تلقوا تعليمهم في المدارس الخاصة والدولية، حيث توفر تلك المدارس بيئة تساعد علي إتقان اللغة الثانية، فتدريجيا يري الشخص أن التعبير عن مشاعره وأفكاره بها أسهل لأنه أصبح يتقنها، كما أن «الفيسبوك ووسائل التواصل الإجتماعي تنمي اللغة لدي الشباب، ولكن ليس لحد إتقانها بالشكل الذي يجعله يحترف الكتابة بها»..كما أن بينهم من قرأ ترجمات كتاب عرب الثقافة والهوية صدرت باللغات الأجنبية مثل إدوارد سعيد وثلاثية نجيب محفوظ، التي ترجمت لعدة لغات أصبحت من التراث العالمي، وأعطت للعالم صورة عن جزء أصيل من الثقافة المصرية. أما عن تأثير ذلك علي هويتهم فعلق الدكتور المصري قائلا « لا ..لن يؤثر إتقانهم للغة ثانية واخراجهم ابداعات ادبية علي هويتهم..خاصة وان لكل إنسان هويات متعددة تجاه كل شيء يحبه ويرتبط به..فهناك هوية تجاة الأسرة وتجاه الدولة وتجاه الديانة وتجاه اللغة أيضا، والتمسك بالهوية لا يعني أن نظل منغلقين داخل لغتنا وعاداتنا وتقاليدنا، وظاهرة الكتابة بلغات غير اللغة الأم ليست بجديدة، بل إن هؤلاء الشباب هم جزء من ظاهرة عالمية، فهناك أشخاص بالخارج يكتبون بلغات أخري ليعبروا من خلالها عن ثقافتهم لتوصيل أفكار وعادات وتقاليد مجتمعاتهم للخارج، ولذلك فأنا ضد كل ينتقد هؤلاء الشباب ويتهمونهم بأنهم السبب فى افساد الذوق العام، مشيرا إلي اننا جزء من العالم، ولسنا منعزلين عنه والفكرة الساذجة التي تقول إننا مختلفين ويجب علينا الحفاظ علي الاختلاف خاطئة».