عانى الشعب من أطول موجة حر عرفتها مصر، ولا نريد الدخول فى متاهات نظرية الاحتباس الحراري، والحقيقة أن هناك ارتباطا وثيقا بين تغير المناخ فى العالم وبين السياسات الخاطئة التى اتبعتها الدول الصناعية الكبري. فقد استولت هذه الدول على المواد الخام من الدول النامية وتوسعت فى صناعاتها الحربية والمدنية دون مراعاة لأوضاع البيئة. ولكن ليس بمقدورنا إلا مواجهة الواقع المنظور عندنا الذى يتصف بالفوضى والعشوائية. فإن معظم القرى والمدن فى الاقاليم لا تقوم على تخطيط عمرانى منظم وموحد ولا تراعى الشروط العامة. فالشوارع إما مسدودة أو ضيقة بحيث لا تسمح بسريان تيار الهواء، وهى شبه خالية من الأشجار التى توفر الظلال للمارة خاصة كبار السن إلى جانب الزحف العمرانى والاعتداء على الأراضى الزراعية فى الريف. إن على الحكومة أن تفكر بجدية فى هذه الحالة المناخية القاسية التى ضربت البلاد وأن تضع تصورا بعيد المدى وعلى أسس علمية. فمثلا لماذا لا نستفيد من مياه الصرف الصحى بعد معالجتها فى استزراع غابات خشبية فى الصحراء الشرقية والغربية التى تهديء خلالها موجات الحر الشديدة كل عام، ولماذا لا يفكر المسئولون القابعون على المكاتب بالأجهزة المحلية فى استغلال ضفاف النيل بإقامة حدائق مفتوحة لاتاحة الفرصة للأسرة المصرية لقضاء العطلات فيها وتوفير استهلاك الكهرباء، ولماذا لا تتعاون الوزارات المعنية فى تنفيذ مشروع قومى بغرس مليون شجرة فى الشوارع والميادين فى مدة محددة لتعطى ظلالا للمارة وتضفى لمسة من الجمال. وتزيد نسبة الأكسجين فى الهواء وتخفف حدة الشعور بالاختناق. ماهر فرج بشاى الدويرى