هوامش حرة

أين بحيرة ناصر

توحشت الأسماك في بحيرة ناصر وأمام السد العالى وزاد عدد التماسيح حتى اقترب من 80 ألف تمساح بينما بقى إنتاج البحيرة من الأسماك محدودا يزيد قليلا عن 20 ألف طن في حين ان اقل التقديرات تؤكد إمكانية ان يصل إلى 70 الف طن .. ان بحيرة ناصر من مصادر الثروة الحقيقية التى لم تصل إليها يد الاستثمار الحقيقى فقد اكتفت الدولة بتوزيع إنتاجها بين عدد من الشركات الخاصة التى لم تحاول تطوير الإنتاج والاستفادة من هذا المصدر من مصادر الثروة السمكية .. ان مساحة بحيرة ناصر تبلغ 500 كيلو متر لم يتم استثمارها حتى الآن .. ان مشروعات الثروة السمكية في قناة السويس يمكن ان تتكامل مع بحيرة ناصر وبقية البحيرات المصرية التى أهملناها زمنا طويلا بحيث تصبح من مصادر الدخل المهمة في الاقتصاد المصرى هل يعقل ان تكون لدينا كل هذه الشواطئ التى تمتد آلاف الكيلو مترات ولدينا اكبر بحيرة صناعية في العالم وعدد كبير من البحيرات وبعد ذلك كله نستورد الأسماك من الخارج.. هل يعقل ان تكون أسعار الأسماك في مصر ومن إنتاجنا المحلى اغلى من اسعارها في دول اوروبا التى تستوردها واين الصناعات السمكية اين السفن التى تقوم بعمليات الصيد والتصنيع والتغليف في قلب البحر .. هذه الصناعات المتقدمة انتاجا وتصديرا واستهلاكا تمثل الموارد الحقيقية للتنمية الاقتصادية ان اقامة مزارع سمكية في قناة السويس لا يتعارض مع الاهتمام بالثروة السمكية في بحيرة ناصر أو البحيرات الاخرى مثل ادكو والمنزلة والبرلس ومريوط والبردويل والتمساح وكلها مصادر غنية بالأسماك .. في مصر ثروات كثيرة ولكن المهم ان نفتش عنها ونسعى للاستفادة بها واستثمارها بأساليب عصرية وبدلا من ان نعتمد على الصيادين بأساليبهم التقليدية لماذا لا تقام مشروعات حديثة متقدمة تتوافر فيها وسائل الإنتاج والإعداد والتغليف والتسويق كما يحدث في كل دول العالم المتقدمة .. الاهتمام بالثروة السمكية مصدر للدخل وتوفير لسلعة اساسية مطلوبة وتشغيل للعمالة وقبل ذلك كله استثمار موارد الدولة على اسس سليمة.
http://fgoweda@ahram.org.eg

لمزيد من مقالات فاروق جويدة