لم يعد غريبا أن تغرق الشوارع و المنازل فى مياه الصرف الصحى ولكن الامر الغريب ان تصل مياه الصرف إلى غرف العمليات الجراحية بالمستشفيات.. هذا ماحدث وما نرصده بالصورة داخل المستشفى الجامعى بطنطا. الاهرام تلقى عدة اتصالات من المسئولين والمرضى عن سوء حالة غرف العمليات ووصول مياه الصرف إليها فانتقلنا على الفور لرصد الشكوى فكانت المفاجأة أن الطريق إلى غرف العمليات الجراحية بقسم العظام الداخلى بالمستشفى الجامعى بطنطا «غارق» فى مياه الصرف الصحى التى تسربت إلى حوائط عنابر المرضى اما غرف العمليات والتعقيم وهى ثلاث غرف متجاورة، اثنتان للعمليات الجراحية، تتوسطهما غرفة التعقيم، وتصل بينها «طُرْقَة» بها حوض تعقيم رئيسي، أعلاه سخان كهربائى به اثار الصدأ، ولا يعمل، وأسفله «بلَوعة» صرف صحي، تطفح بما فيهاوقد استمر هذا الوضع منذ ثلاثة أشهر!! أمَّا الأجهزة والمعدات الطبية بغرفتيْ العمليات، فقد أكلها الصدأ، حتى أصبحت مصدرًا للتلوث!! والأرضيَّات كساها السواد، وامتلأت بالحفر بسبب مياه الصرف الصحي، الأمر الذى دفع الأطباء إلى الاستعانة بسُلَّم صغير، يقف عليه فى أثناء الجراحة؛ خشية التلوث! وأمَّا «ترابيزات» العمليات، فمتهالكة، بل إن بعضها مربوط ب «حَبْل»!! والحوائط الداخلية مَكْسُوَّة ب «قيشاني» أبيض،ربما يعود تركيبه إلى تاريخ إنشاء المستشفى سنة 1936، مما أدى إلى سقوط بعضه، بِفِعل الزمن، وتَهَاوِى البعض الآخر!! ولأننا فى مستشفى، فمفاتيح الكهرباء مُثَبَّتَة فى الحائط ب «بلاستر طبي» وكشَّاف العمليات المركزي، المعلق بالسقف، آيل للسقوط فى أى وقت فوق رءوس الفريق الطبى والمريض. أحد أساتذة طب العظام بجامعة طنطا، والذى رفض إجراء أى عملية جراحية، داخل هاتيْن الغرفتيْن؛ لعدم صلاحيتهما، خاصة بعد طفح «المجاري» بهما، وعدم جدوى تعقيمهما، وخطورة هذا الوضع المتردى على المريض والفريق الطبي، قال: «هذا الوضع يسمح بانتقال عدوى ميكروبية للمريض الذى تُجْرَى له العملية، وبدلا من أن نَجْبُرَ عظامه، قد نصبح (بهذا الفعل) سببًا فى معاناته، ومضاعفة آلامه، خاصة أن قسم العظام يقوم بإجراء من 30-40 عملية جراحية أسبوعيًّا، بالإضافة إلى أن الفريق الطبى يضم، على «الترابيزة» الواحدة من «الترابيزات» الثلاث، نحو 5 أطباء، و7 من هيئة التمريض، وعامليْن، مشيرًا إلى أن جميع هؤلاء يقفون على أرضية غارقة فى مياه الصرف، وما زالت آثار مياه الصرف موجودة على ارضية غرف العمليات. انتهى رصد المأساه ويبقى السؤال هل تستمر غرف عمليات مستشفى طنطا الجامعى بهذا المستوى الذى يمثل خطورة على الفريق الطبى والمرضى على حد سواء .. وهل تنتظر ادارة جامعة طنطا وقوع كارثة داخل غرف العمليات حتى تتحرك ؟.