فى تصريحات خاصة ل «الأهرام»، قال بيتر هينشليف السكرتير العام للغرفة الدولية للشحن البحري (ICS)، وهي أهم تجمع للتجارة الدولية في صناعة النقل البحري وتمثل ملاك السفن والمشغلين في جميع القطاعات، أن مشروع قناة السويس الجديدة يقوم علي "رؤية واضحة" للمستقبل لأنه يتعامل مع القيود التي فرضت علي طريقة عمل القناة القديمة لأكثر من مائة عام وأثرت في حركة مرور السفن. وأوضح هينشليف أن تلك القيود كانت تستلزم رسو قوافل السفن المتجهة إلي الجنوب من أجل السماح للقوافل القادمة من الشمال بالمرور وهو ما لم يعد موجودا اليوم بعد حفر القناة الجديدة. وأضاف أن المشروع الجديد يثير للدهشة نظرا للانتهاء منه في مدة عام واحد فقط، وتمكن القائمون عليه من توظيف الكثير من موارد وإمكانيات الشركاء الأجانب، حيث لم يكن الكثيرون من المراقبين الأجانب يتوقعون الانتهاء من العمل في حفر القناة بتلك السرعة الفائقة. وعن الزيارات المتكررة لوفود الغرفة الأكثر نفوذا في صناعة الشحن البحري لقناة السويس في الأونة الأخيرة، قال هينشليف إن الغرفة علي اتصال مع العديد من الإدارات الحكومية والمنظمات في جميع أنحاء العالم حول القضايا التي تؤثر على كفاءة هذه الصناعة وقال أن 90 ٪ من التجارة الدولية تقع في نطاق الشحن البحري، وهو ما يستوجب وجود إطار تنظيمي موحد للتشغيل وفي المقام الأول يجري التنسيق من خلال المنظمة البحرية الدولية (IMO) فيما تقوم الغرفة الدولية بالكثير من العمل للحصول من الإدارات الوطنية والإقليمية علي دعم للمنظمة البحرية الدولية ومقاومة الإجراءات التنظيمية من جانب واحد التي تؤدي إلى جعل الصناعة أقل كفاءة. وأضاف أن الغرفة قامت علي مدي سنوات عديدة باجراء اتصالات ناجحة مع عدد من الهيئات مثل هيئة قناة بنما وفي المستقبل تعتزم الغرفة عقد اجتماعات أكثر انتظاما مع هيئة قناة السويس حيث نتوقع نجاحا مماثلاً. وعن الطرق البحرية التي تؤثر في حركة التجارة العالمية، قال هينشليف إن هناك العديد من العوامل التي تؤثر على اختيار طرق الشحن منها، عدم الاستقرار في منطقة جغرافية بعينها، وعوامل الجغرافيا-السياسية، وأنماط التداول وحالة الاقتصاد العالمي على سبيل المثال لا الحصر. وأشار إلي غياب القدرة لدي عدد كبير من المتخصصين علي توقع الانهيار الاقتصادي في عامي 2007 و2008. وقال إن الغرفة تقوم بإجراء تحليل اقتصادي للنظر في الاتجاهات المستقبلية لصناعة الشحن البحري، حيث لم تقم بمثل هذه الدراسة في السابق. ِوحول مستقبل المنافسة بين قناتي بنماوالسويس، قال هينشليف إن كلتا القناتين قد أدخلتا تحسينات من شأنها تمكين السفن الكبيرة من المرور، وهي خطوة مهمة تتوافق مع اتجاهات صناعة النقل البحري وتجعل القناتين أكثر كفاءة.