كلنا يعرف اللواء أركان حرب حسام سويلم كخبير عسكري وأمني لطالما تعددت شروحه وتحليلاته لما يمر ببلادنا والمنطقة من أحداث، ولكن الرجل كشف- أخيراً- عن جانب آخر من مجهوده ومراكمته الفكرية والبحثية حين أصدر كتابه: «الرد علي دعاوي التطرف..بالأسانيد من القرآن والسنة المحمدية»، وهو كتاب جاء بيقين في موعده المناسب تماماً..إذ صدر ذلك النص في وقت اختلاط كبير ساده جدل صاخب حول قضايا وملفات فقهية وشرعية، وحاد بالعقل المصري عن بناء مواقف ووجهات نظر من قضايا حالة ضاغطة تفرضها المواجهة والحرب مع جماعات الإرهاب المجرم وتشكيلاته وتنظيماته، والأساسات الفكرية وإن كان اللواء سويلم نشر مادة ذلك الكتاب مسلسلة في صحيفة (الوفد)، فإن قراءاتها مجمعه تضاعف- من دون شك- من تأثيرها علي القارئ، وتعطيه فرصة أكبر للتشارك وتصنيع معاملات الارتباط بين الأفكار التي يضمها النص. هذا الكتاب لم يغرق في أقوال تراثية أو تعقيدات يخلقها الإفتاء دون سند، ولكنه التجأ إلي نصوص القرآن والسنة الصحيحة لتأتي أحكامه قاطعة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، وعلي نحو شديد البساطة والمباشرة تقبله وتتمثله المستويات المتنوعة من العقول والثقافات، ولعل ذلك ما قصده في نهاية كتابه حين تعرض لتجديد الخطاب الديني وضرورة تنقيته من الخرافات التي حفلت بها نصوص التراث. تناول الكتاب فكرة ازدراء الوطنية عند جماعة الإخوان الإرهابية وارتباط حركتها عضوياً بإسرائيل، كما تناول الجزء المؤثر فيها من أفكار ابن تيمية والموردي وسيد قطب وحسن البنا والخاص بالتكفير والقتل، وتعرض أيضاً لأفكار الخلافة والمتاجرة بشعارها وردود محمد عبده وعلي عبد الرازق علي الدجالين من أمثال سيد قطب وحسن البنا وشكري مصطفي وصالح سرية وعمر عبد الرحمن وأبو بكر البغدادي. كما فند اللواء سويلم فكرة الحكم بما أنزل الله كما تطرحها جماعات التطرف، وهي الفكرة التي طرحها الخوارج في وجه سيدنا علي، ويكرر خوارج العصر طرحها الآن. ومن أكثر فصول هذا النص إثارة ما يتعلق بداعش ومراحل عملها: (الشوكة والنكاية) و(التوحش) و(التمكين) والرد علي أفكارها، وكذا مسألة تدمير الآثار والتماثيل، ومع إيضاح لأسباب عدم تحطيم الصحابة للتماثيل عند فتح مصر والتأكيد بالصور علي أن التوحيد كان ديانة معظم أهل مصر القدماء. كتاب الدكتور سويلم نص مهم يستحق القراءة في ضوء الظرف الوطني الدقيق الذي نمر به. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع