السؤال

لأحمد عبد المعطى حجازى بمناسبة بلوغه الثمانين سألوا القصيدةَ لم تُجِبْ إلا بما شاء الدلالْ سألوه عن سر القصيدةِ .. لم يفاجئْهُ السؤالْ فهو الذى ابتدع اللحونَ .. وشَدَّ أشرعةَ الجَمال
وهو الذى فتح المدى .. وأقام مملكة الخيال
غَنَّى فأنصتت الطيورُ .. بكى فزُلْزِلَتْ الجبال
دَوَّى النشيدُ بصحوه .. فانشَقَّ دربٌ للمُحالْ
لما تأمَّلَ ثم هَمَّ بأن يجيبَ أَبَى الجلال
فارتَدَّ نشوانَ الفؤادِ .. مُيَمِّمًا شَطَر التلال
ورأَوْهُ يشدو .. ساقيا نُدمانَهُ الخمرَ الحلال
ويغيب .. ثم يجيئُهم ليفُضَّ أصدافَ اللآل
لا تسألوه .. سلوا الغزالةَ فى الشروق وفى الزوالْ
وسلوا الجَمالَ وقد تَمَلَّكَ قلبَهُ فصَبَا ومالْ
وسلوا الدموعَ بعينهِ .. والطيفَ إنْ ناجى وزال
وسلوا دماه وقد جرى فيها الحنينُ إلى الغزال
وسلوا عذابَ فؤادِهِ .. وشَجى لياليهِ الطِّوال
وسلوا النشيدَ .. سلوا الشهيدَ وقد توارى فى الظلال
وسلوا الثكالى والأيامى و«النِّصالُ على النصال»*
الشِّعرُ سيفُ الحقِّ إمَّا هان ، فاحتدم القتالْ !
لولاه ما ارتفع اللواءُ وقد دعا داعى النضال
لولاه ما وَهَبَ الشهيدُ حياتَه يومَ النِّزال
الشِّعرُ لولا الشعر ُ ما مرَّ الربيعُ على الدَّوال
لولاه لا نقضَّ الظلامُ على نهارات الوِصال
وعلى البسيطة فاستحالت مَحْضَ ظَنٍّ واحتمال
* العبارة لأبى الطيب المتنبى