يعد مصطلح «الارهاب» من المفاهيم التى ظهرت حديثا، وانتشرت بقوة وارتبطت بالجرائم التى تنفذها الجماعات التكفيرية فى المجتمع بصور مختلفة، ويوضح الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، حقيقة مفهوم الارهاب وحكمه قائلا: لم يرد عن الفقهاء أو غيرهم تعريف دقيق للإرهاب، وإن كان يمكن تعريفه بأنه عبارة عن: اتخاذ كل ما من شأنه إخافة الناس وإفزاعهم، بما يترتب عليه عدم أمنهم على أنفسهم، أو أموالهم، أو ذراريهم، أو أعراضهم، أو غيرها، وإن لم يحل بهم أمر مكروه غير الإخافة، وسواء تم هذا في داخل العمران أو خارجه. وأشار الى ان الإرهاب وفقاً لهذا المعنى يلتقي مع الحرابة، التي تتخذ في بعض حالاتها، صورة الخروج على الناس في الطرقات، لإخافتهم، وإرعابهم، أو إرهابهم، باتخاذ كل ما من شأنه إحداث ذلك في نفوس الناس، كالسلاح أو الآلات التي يتحقق بها ذلك، وإن لم يصاحب ذلك قتل أو أخذ مال أو اتلاف ممتلكات, إلا أنه إذا نظر إلى حقيقة ما يحدث، مما يطلق عليه مسمى الإرهاب في زماننا، فإننا نجد أنه لا يقتصر على إخافة السبيل، أو إرعاب الناس، بل يتعداه إلى قتلهم, وأخذ أموالهم أو اتلافها عليهم, ولذا فما يطلق عليه في زماننا إرهاب، يكاد يتفق في وسيلته وغايته وأثره مع الحرابة في جميع حالاتها، ولا علاقة بين الإرهاب والجهاد, الذي هو القتال لإعلاء كلمة الله، أو القتال لاسترداد حق مغصوب، كما أنه لا علاقة بينه وبين الدفاع عن النفس أو العرض أو المال، أو تغيير المنكر, لأن الجهاد والدفاع عما ذكر آنفا وتغيير المنكر فرض, وممارسة الإرهاب حرام, ولا يجتمع مفروض ومحرم في شيء واحد، فضلاً عن اختلاف حقيقته عما ذكر, وعلى الدولة دور في مكافحة الإرهاب, باعتبار أن ما يمارس من أعماله حرابة وإفسادا في الأرض, بحكمها المنصوص عليه في القرآن الكريم, في قوله تعالى: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض), والإرهاب جريمة أمنية، تمس المجتمع، فيصطلى بناره ويقوض أمنه, ولهذا كان على أفراد المجتمع التعاون لإبطال آلة الإرهاب واقتلاع جذوره، بإبلاغ جهات الأمن بما يريبهم من أفعال، وما يقع لهم منه، وإنقاذ من يعتدى عليه، لأنه نصرة للمظلوم ودفع للعدوان عنه، وهو مأمور به شرعا, وإذا كانت جرائم الإرهاب تمثل ظرفا مشددا للجريمة, فيجب أن يشدد العقاب لفاعليه, لاجتثاث جذوره من المجتمع, وردع من تسول لهم أنفسهم ارتكاب أفعاله.