من المعروف أن الماء لا طعم ولا لون ولا رائحة له فى حالة النقاء. وكان المصريون منذ آلاف السنين يحافظون على نهر النيل لأنه أهم مصدر لمياه الشرب والري، والتى تدخل فى صناعة الأغذية والأدوية. ولكن فى العقود الأخيرة تعرض هذا النهر لأشكال من التلوث التى تنذر بالأخطار، فهناك الزحف العمرانى على ضفافه وحافات الترع، ويقوم السكان بصرف الفضلات مباشرة فى مجارى المياه دون مراعاة للعواقب الصحية، وهناك عربات الكسح التى تنقل رواسب خزانات المنازل وتستسهل وتلقى بحمولاتها فى الترع القريبة من المدن والقري، بل إن بعض المصانع اشتركت فى هذه الكوارث بصرف مخلفات الصناعة فى مجرى النهر دون رقابة. هذه الصورة الصادمة لا يمكن السكوت عليها، وعلى الجميع أن يدرك أن معظم الأمراض الخطيرة والمنتشرة ناتجة عن تلوث المياه. ولاداعى لنفى الواقع وإنكاره، إذ يجب اتباع سياسة ثابتة تتمثل فيما يلي: { منع البناء نهائيا على ضفاف النهر والترع والبحيرات، وتخصيص هذه الأماكن للاستمتاع بالطبيعة وليس لتشويه البيئة. { أن تراجع شركات المياه والصرف الصحى أساليبها والا يكون هدفها رفع الأسعار بل الاهتمام بتنقية المياه. { أين دور وزارات الرى والصحة والبيئة والإسكان والمحليات فى مواجهة مشكلات التلوث خاصة مياه الشرب. { معالجة مياه الصرف الصحى بطريقة علمية وآمنة والتخلص منها بنقلها إلى الأراضى الصحراوية واستزراع غابات خشبية بها. { توفير عربات مخصصة للصيانة الدورية لخطوط وصنابير المياه، خاصة من المؤسسات العامة والخاصة لتقليل الفاقد من المياه. ماهر فرج بشاى الدويرى