و»طائر الليل الحزين" هى المجموعة القصصية الأخيرة للدكتور حسن البندارى التى ناقشها نادى القصة فى ندوة أدارها ربيع مفتاح وحسن الجوخ. فى البداية عرض د. حسن الخولى الأستاذ بجامعة عين شمس للقضايا التى تناولها القاص فى مجموعته، منوها ببروز قضايا المرأة وما تتعرض له من غبن، والأمن القومى وما يتعرض له من مخاطر، والشباب ومشكلاته، والتغير الاجتماعى والثقافى المتسارع؛ تدهور أنساق القيم بسبب العولمة، والعادات والتقاليد والنسبية الثقافية فى المجتمع بين الريف والحضر، .. كما ألمح إلى المعانى الرمزية فى قصة «لم ينج أحد» التى تحكى قصة الطائرة المصرية التى سقطت فى أعماق المحيط عام 1999. وفى مداخلتها قالت د. ماجدة منصور أستاذ الأدب الانجليزى بجامعة عين شمس: إن المفارقة حيلة فنية لجأ إليها الكاتب لتصوير ما نعيشه من صدمات وما نستشعره فى تلك القرية الصغيرة «عالم القرن الحادى والعشرين»، ومن رهبة وقهر اغتيال الأب «فى تحت الشجرة»، واختطاف الزوجة الشابة فى «تحت السمع والبصر»، وفيها مبالغة صادمة مقصودة وفى «فتاة إكسلسيور» والقتل الفردى فى “الطريق إلى نرجس”، والقتل الجماعى والإرهاب العالمى فى «لم ينج أحد»، وفيها يسعى البندارى إلى نقض فكرة أن الإرهاب عربى أو إسلامي، وهى صرخة عالية فى وجه الإرهاب العالمى الذى تمارسه القوى الكبرى قد ترضى غرور القارئ العربى لكنها قد تغذى فكرة صراع الحضارات... وتنتهى الناقدة إلى أن هذه المجموعة تعكس باقتدار ما نعيشه من قلق وتوتر، وتصور المفارقات التى نستشعرها بين رقة الإنسان وقسوته، وما نعيشه من شد وجذب مجتمعى حول العلاقة بين الشرطة والمواطن خاصة فى قصة «تحت الشجرة» التى كتبت فى 2010، فكأنها كانت إرهاصا للثورة . وفى مداخلتها بدأت د.فايزة سعد أستاذ الأدب والنقد بكلية الألسن بالإشارة إلى أن هذه المجموعة لم تُرتَب تاريخيا، منوهة بأن الترتيب التاريخى يساعد الناقد على فهم التطور الفنى لدى الكاتب، كذلك أشارت إلى أن القضايا الاجتماعية التى تناقشها قصص المجموعة، حيث تكشف قصة «تحت السمع والبصر» عن تدن أخلاقى اجتماعى يجسده عدم نجدة الشابة التى تختطف من يد زوجها تحت سمع المارة وبصرهم، ولا مبالاتهم كأن الأمر لا يعنيهم، والمثير أيضا أن الضابط فى القسم لم يصبه انزعاج لما حدث بل لم يبد أى اهتمام واستغرق فى حديث بدا عاطفيا عبر الهاتف. وأشارت الناقدة إلى أن الرمز يلعب دورا مهما فى فهم الدلالات، فالضباب مثلا عامل مشترك فى فهم الحدث وبناء الصورة فى قصتى “تحت الشجرة” و”رقصة نوارة” كدالة رمزية، وكذلك جذع الشجرة الثابت الراسخ دالة رمزية للوطن كسند قوى فى القصة الأولي، وهو نفسه مقطوع وملقى فى الطين كدالة رمزية على مستقبل علاقة نوارة بزوجها فى القصة الثانية. وعقَّب حسن الجوخ قائلا إن ثمة فرقا مهما بين مفهوم الرمز العام والدوال الرمزية فى العمل الأدبي، منوها بأن الدالة أداة جزئية تدخل تحت مظلة الرمز الذى هو مفهوم عام يتلبس العمل كله.