تأييد متوسطى لمصر ضد الإرهاب

هذا ما سمعته بنفسى ورأيته بعيناى خلال زيارة سريعة لمقر الأمانة العامة للإتحاد من أجل المتوسط فى مدينة برشلونة الإسبانية، يومى الاحد والإثنين الماضيين. لمست من العاملين فى هذه المنظمة الفتية، كل التأييد والدعم والمؤازرة لمصر الجديدة فى حربها المشروعة ضد الإرهاب، بكل أشكاله، بالإضافة إلى إظهار كل مظاهر الإدانة والإستنكار لمسانديه ومموليه.
الامانة العامة للإتحاد من اجل المتوسط، الممثلة ل 43 دولة شمال وجنوب البحر الأبيض، كانت فى صدارة المنظمات الإقليمية والدولية التى أدانت بشدة الأعمال الإرهابية، التى شهدتها مصر على أيدى الجماعات الإرهابية، المتشددة دينيا. الأمين العام للإتحاد، فتح الله السجلماسي، أرسل العديد من رسائل الإدانة والشجب والإستنكار إلى الوزير سامح شكري، بالذات، فى أعقاب الجريمة الوحشية، التى إرتكبها السفلة، من المتشددين دينيا، فى حق أبناء مصر الأبرياء فى ليبيا.
فى الرسالة الأخيرة، أعرب السجلماسى عن تعازيه ومواساته فى المصاب المصرى الجلل، مؤكدا تضامن الأمانة العامة للإتحاد من أجل المتوسط مع مصر، حكومة وشعبا، ومؤكدا ضرورة التحرك الجماعى لمكافحة ظاهرة القتل الجماعى للأبرياء، التى لا دين لها ولا وطن. فى الوقت نفسه، أعرب السجلماسى عن ثقته فى قدرة القيادة السياسية المصرية على دحر الإرهاب ومواصلة مسيرة التنمية الإقتصادية والإجتماعية، مؤكدا إستعداد الامانة العامة للإتحاد من أجل المتوسط دعم الجهود المصرية فى إقامة مشروعات تنموية لها تأثير ومردود مباشر على المواطن، وبالذات توفير فرص العمل للشباب، وللنهوض بالمرأة.
هذا الموقف النبيل، الذى إتخذته الأمانة العامة للإتحاد من اجل المتوسط، جاء فى وقته تماما، وقد أبرزت- عن قصد- أهم ما جاء من معان جليلة تؤكد التأييد والمؤازرة للمصريين، فى رسائل السجلماسى لشكري، حتى تتعلم منظمات إقليمية ودولية أخري(!!) كيف تتخذ المواقف الجادة والسريعة والمؤثرة فى وقت الشدائد.خلال زيارة سريعة لوفد إعلامى مصرى لمقر الامانة، أعاد السجلماسى ومعاونوه على أسماعنا تلك المواقف السياسية والدبلوماسية المؤيدة لمصر، كدولة مؤسسة للإتحاد، وكدولة صاحبة دور محوري، وتتمتع بثقل سياسى إقليمى ودولي، وتدفع بكل قوة فى تحقيق التعاون والترابط بين دول شمال وجنوب المتوسط. تحضيرا للقمة الإقتصادية، المقرر عقدها فى مدينة شرم الشيخ، من 13 إلى 15 مارس المقبل، أعلنت الامانة العامة للإتحاد من أجل المتوسط انها سوف تشارك بوفد رفيع فى فعاليات هذا المؤتمر، برئاسة الامين العام، ومستشاره السياسي، السفير إيهاب فهمي، لإبراز الأفاق الإستثمارية الواعدة فى مصر والدور المتوقع للإتحاد الأوروبى والإتحاد من اجل المتوسط فى دعم جهود النهوض بالإقتصاد المصري.
تجدر الإشارة هنا إلى أن الإتحاد من أجل المتوسط يساهم- بالفعل- فى مشروع تطوير منطقة مطار إمبابة بتكلفة تصل إلى نحو 100 مليون دولار، ويستفيد منها أكثر من 700 ألف مواطن مصري. فى الوقت نفسه، يساهم الإتحاد من أجل المتوسط فى مشروعات الطاقة المتجددة ورفع كفاءة القائم منها، وينتظر وصول وفد من وزارة الطاقة المصرية خلال الآيام القليلة المقبلة إلى برشلونة، لبحث مسار التعاون وطرح مشروعات محددة.
بقى ان أشير إلى ان الإتحاد يرتكز فى اعماله وفى اهدافه على مبدأ التكافؤ والملكية المشتركة بين ضفتى المتوسط، وأولوية التنمية الشاملة والمستدامة.
kgaballa@ahram.org.eg
لمزيد من مقالات كمال جاب الله