انظر حولك ! تمعن في النظر .. ستجد ما يسرك .. فهذا مقهى يعج بالمرتادين من « الحبيبة » وهذا الشارع به العديد من «الكابلز » وهذه السينما تصطاف بها طوابير من العشاق وكذلك المترو والكورنيش والمولات التجارية وخلافه ! ومؤخرا مواقع التواصل الاجتماعي التي تحمل بين أنسجة شبكتها العنكبوتية الافتراضية العديد من قصص الغرام فتجد البعض يحدث حالته الاجتماعية بين العشية وضحاها من أعزب الى « مرتبط او في علاقة مع فلانة الفلانية « يعني « إن ريليشن شيب « ثم يلوح بخاطرك سؤال فضولي لماذا ترتفع نسبة العنوسة في مصر لتقترب الى 50 % وفقا لأحدث الدراسات المحلية والعالمية ؟ ولماذا تحول الطلاق الى تعداد شعبي حتى قارب 410 حالات في اليوم الواحد ؟ سيتفتق ذهن سيادتك لينطلق لسانك بالرد :أصل الحالة الاقتصادية «ضنك » ولم يعد الشاب قادرا على إعداد «عش الزوجية » لا تمليك ولا حتى ايجار جديد حين وصلت الأسعار الى 2000 جنيه شهريا على ادنى تقدير فضلا عن المهر والشبكة بعد ما أصبح جرام الذهب ب 260 جنيها ، والجهاز والفرح والهدايا الى آخره ! يعني الواحد محتاج على الأقل نصف مليون جنيه علشان يقدر يقول وداعا لحياة العزوبية في زمن يقدر متوسط دخل الفرد فيه ب 2000 جنيه شهريا إن لم يكن أقل ، وعليه فنحن نطرح تساؤلاً على حكومتنا الغراء : من أين لنا هذا ؟
لن أختلف معك عزيزي المواطن ولكن تلك الأسباب ليست إلا الشماعة الأقرب الى سيادتك لتعلق عليها أخطاءك .. فالمشكلة الأكبر أن الفتاة المصرية فقدت ثقتها في رجولة حضرتك ، لا لأنك غير قادر ماديا وفقط ، بل لأنك لم تعد مؤهلا لتحمل المسئولية لم تعد كفؤا لتصبح رب أسرة فقد اعتدت على «شلة « رفاقك وقضاء وقتك في أحضان موبايلك لتتجول في العوالم الافتراضية ما بين الفيس بوك والواتس آب والتويتر والشات وغيرها . ولن أحملك وحدك المسئولية فربما والديك لهم دور أيضا في هذا الإخفاق ، وربما الضغوط المجتمعية وربما قلق الفتيات من ارتفاع حالات الطلاق في سن مبكرة أو لذلك المبدأ الذي تتبناه حضرتك « امرأة واحدة لا تكفي « وقد أكد كلامي هذا بعض صديقاتي العازبات حين طرحنا القضية للنقاش وسألتهن لماذا لا تقبلن الزواج ممن يقدمن لكن ولما التأخير ؟ فلم تتوانة أحدهن برهة واحدة للتفكير الا وقالت والغضب يرتسم على قسماتها « أنا عاوزة راجل » ! ولاحقتها أخرى فين رجالة زمان اللي كان الواحد فيهم ممكن يكفيكي عن رجالة العالم كله ، كان الأب والأخ والصديق والحبيب والزوج ، على طريقة آبائنا ، أيام ما كانت «الست » ملكة متوجة على عرش البيت أما الآن أصبحنا في زمن الذكورة الخالية من الرجولة ! وختمت صديقتي حديثها قائلة : يعني انت عاوزانا ننتقل من خانة العانس لخانة المطلقة ؟ فردد : بشروا ولا تنفروا فقالت : يعنى تتحسب علينا جوازة والسلام ! ونكمل حياتنا بحثا عن العائل العاقل الذي يدير أسرته بعيدا عن المعونات الأبوية والمنح العائلية والهلس الإفتراضي والعين الزايغة والتعددية فتتحول الحياة الى ملحمة انتحارية لن يجني ثمارها الا أولادنا. حقا اذا عُرف السبب بطل العجب !