أبرزت وسائل الإعلام العالمية أهمية الزيارة التى يقوم بها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لمصر ومحادثاته مع الرئيس عبدالفتاح السيسي. وتحت عنوان «أبو الهول الروسى يلتقى مع قيصر مصر الجديد»، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية فى تقرير لإيرين كارينجهام أن بوتين لقى استقبال الأبطال فى مصر، وبخاصة من وسائل الإعلام القومية فى مصر التى أفردت مساحات للحديث عن العلاقات المصرية الروسية. ومن جانبها، ذكرت صحيفة «بيزنيس إنسايدر» الاقتصادية الأمريكية أن الزيارة تحمل عدة مزايا لبوتين على عدد من الأصعدة، فعلى المستوى السياسي، تعد الزيارة إعلانا للغرب بأنه ليس معزولا على المستوى الدولى بسبب الأزمة الأوكرانية. وفى هذه الأثناء، أكد باتريك كينجسلى مراسل صحيفة «الجارديان» البريطانية فى القاهرة أن زيارة بوتين سمحت لموسكووالقاهرة بإرسال رسالة إلى واشنطن مفادها أن سياسات الدولتين لا يمليها أحد عليهما. وتابع أن بوتين يريد أن يظهر أنه مازال يملك حلفاء، وأنه ليس منعزلا حيث أنه اضطر فى وقت سابق إلى زيارة الهند والصين تحت ضغوط. ونقلت «الجارديان» عن إتش إيه هيلير المتخصص فى السياسات المصرية فى كلية كينيدى بجامعة هارفارد إن الهدف الأساسى من استضافة مصر لبوتين إظهار أنها ليست تابعة للسياسة الخارجية الأمريكية.وفى غضون ذلك، ذكر موقع «روسيا اليوم» تحت عنوان «التجارة والسياحة تتخلى عن الدولار: بوتين يبنى جسورا فى مصر» أن مئات الصور لبوتين ملأت شوارع العاصمة المصرية قبيل الزيارة الرسمية التى استمرت يومين، موضحا أن البلدين لديهما الكثير لبحثه على المائدة من الأمن الإقليمى إلى اتفاق التجارة الحرة. وأضاف الموقع الروسى أن بوتين زار الدولة العربية لأول مرة منذ 10 سنوات، على الرغم من أنه التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى مرتين. وتابع أن الروابط الاقتصادية سوف تهيمن على رحلة بوتين الذى يترأس وفدا من المسئولين الذين يتعاملون مع التجارة والزراعة والطاقة والاستثمار والطاقة النووية. وكشف الموقع أنه لدفع العلاقات الاقتصادية بشكل أكبر، من المنتظر أن تبحث الدولتان اتفاق تجارة حرة بين مصر واتحاد التجارة الحرة فى أوراسيا، الذى تقوده روسيا، والذى يضم روسيا البيضاء وكازاخستان وقيرغيزستان وأرمينيا.وقال إن روسيا ومصر سوف تتخلى عن الدولار وتستخدمان العملات المحلية فى التجارة. وأوضح «روسيا اليوم» أن زيارة بوتين تمنح موسكووالقاهرة فرصة لإرسال رسالة إلى الولاياتالمتحدة لها مغزاها. وتابع أن هناك إمكانية لعقد اتفاق ضخم فى القاهرة لبناء مفاعل نووي، وأكد أنه على مستوى السياسة الخارجية، يناقش بوتين والسيسى التهديدات للاستقرار الإقليمى فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منها تهديد داعش وليبيا والصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وفى هذه الأثناء، اهتمت وسائل الإعلام الالمانية بزيارة بوتين إلى مصر، وتناقلت الصحف مقتطفات من حديثه إلى صحيفة «الأهرام»، بالإضافة إلى استعراض تاريخ العلاقات المصرية الروسية.
وقالت صحيفة «دى سيت» تحت عنوان «بوتين يحل ضيفا على الأصدقاء» إن تلك الزيارة تعتبر تدعيما للتعاون الثنائي.
وأشارت صحيفة «دى فيلت» الى أن زيارة الرئيس الروسى تعد أول زيارة لمسؤل غربى رفيع المستوى إلى مصر بعد 7 شهور من تولى السيسى الرئاسة، وأضافت أن الرئيس بوتين صرح بأن روسيا تدعم بثبات التسوية الشاملة والسلمية للأزمة الأوكرانية على أساس اتفاقية «مينسك» وأهم شروط إعادة استقرار الأوضاع هو الوقف الفورى لإطلاق النار ووضع حد للعنف فى جنوب شرق أوكرانيا.
وفى السياق ذاته، رجح الخبير الألمانى فى الشئون السياسية يوخن هيبلر وجود حسابات سياسية وراء زيارة الرئيس الروسى لمصر تهدف لاستعراض القوة.
وقال الأستاذ فى جامعة دويسبورج الألمانية فى تصريحات لإذاعة «دويتشلاند راديو كولتور» إن التقارب لبوتين يتيح للقاهرة فرصة «توجيه رسالة إلى الغرب».
وذكر هيبلر أن روسيا بصفتها عضوا دائما فى مجلس الأمن تمتلك حق النقض (الفيتو)، وقال: «هذا من الممكن أن يكون مفيدا فى ظروف سياسية معينة كالحيلولة دون إدانة دولة أو ممارسة ضغوط عليها». وأشار هيبلر إلى أن روسيا من الممكن أن تقدم الكثير لمصر أيضا فى مجال إمدادات الطاقة.
وذكر هيبلر أن تلك الزيارة تتيح للبلدين فرصة استعراض القوة أمام الغرب، وقال: «عندما لا يرغب شخص فى الانعزال من قبل حلف شمال الأطلنطى (الناتو) والغرب - فإلى أين ينبغى أن يتوجه خلاف ذلك؟».