كان هذا عنوان الندوة التى تحدث فيها الاستاذ حلمى شعراوى الخبير بالشئون الإفريقية ود.هانى رسلان ود.أمانى الطويل الكاتبان الصحفيان بالأهرام. فى البداية قال شعراوى: حين نقول الربيع العربى وإفريقيا نقصد الثورة المصرية ومدى تأثر إفريقيا بها وايضا مدى تأثر مصر بإفريقيا، لأن مصر عاشت معنى الثورة وتفاعلت معها إفريقيا منذ ستين سنة وحتى الآن، ولا ننس الدور الذى لعبته مصرفى دعم حركات التحرر الإفريقية ، فقد كنت منسقا لهذا الملف. وأضاف شعراوى: فى أوائل الثمانينيات وحتى التسعينيات وجدت إفريقيا نفسها فى ديكتاتوريات ، وانتبهت الى فكرة التخلص منها فبدأت المؤتمرات الشعبية والانتفاضات، وشهدت دول عديدة زحفا نحو العاصمة والاستيلاء على السلطة،والواقع المصرى ليس منفصلا عن العالم المحيط به، فكما تؤثر مصر فى إفريقيا تتأثر بما يحدث فيها. وقال د. هانى رسلان: جاء الربيع العربى فى فترة كان يُنظر فيها إلى المنطقة العربية على أنها ديمقراطيا جامدة هامدة، بينما كانت منطقة جنوب الصحراء أسبق منا إلى الوعى الشعبى والتطور الديمقراطى، ولما بدأ الربيع العربى كان هناك نوع من الدهشة مصحوبا بالإعجاب, خاصة بما حدث فى تونس ومصر، باعتباره افتتاحا لمرحلة جديدة فى المنطقة، ولكن المواقف تحولت بعد الحالة الليبية، واهتم الاتحاد الإفريقى بما يحدث بشكل كبير لأن القذافى كان يلعب دورا نشيطا فى إفريقيا، وكان للتدخل الاجنبى فى ليبيا اثره السلبى على التطور السياسى فى دول إفريقيا بسبب الخشية من التعرض للحالة الليبية. وقالت د. أمانى الطويل : كان لافتا أن النخب الإفريقية حسمت رأيها فى أن ثورة يناير تحرك غربى للاستيلاء على الثروة, وذلك بسبب التدخل الأجنبى السريع فى ليبيا.. وكان لتعقيدات السياسة أثر فى دعم الكتلة الإفريقية لجنوب إفريقيا فى منافستها لمصر على مقعد مجلس الأمن، ودعم إثيوبيا فى مشروع سد النهضة.. وما زال تفاعل الاتحاد الافريقى مع مصر محدودا ، فالمشروعات التى يجرى الحديث عنها فى العلن كان الترحيب بها فى الكواليس محدودا، ربما التعامل المصرى مع القضايا الإفريقية كان من «عتبة» أعلى ، يضاف إلى ذلك أننا نتحرك بالتجزئة وليس لدينا ما نقدمه لإفريقيا بشكل مؤسسى صحيح، نعم هناك محاولات تنموية لكنها محدودة وغير كافية.. وحتى هذه اللحظة مصالحنا فى إفريقيا غير آمنة ، وسد النهضة نموذج ومثال .. وأتصور ان مقومات المجتمع المصرى كلها يجب أن تتحرك تجاه إفريقيا.