من بين أكثر الشخصيات الأوروبية والإنجليزية خاصة، التى عاشت فى مصر يقف جوزيف ماكفرسون (1866- 1946) أو الذى سيعرف بالمباشى ماكفرسون، من أكثرها غرابة وطرافة، وأكثرها حباَ – على طريقته الخاصة – لمصر والمصريين، و ارتباطا بمختلف فئاتهم و طبقاتهم، و نفاذا لعاداتهم و تقاليدهم، وتصويراَ لها وربما فاق فى هذا، أو على الأقل يكمل، إدوارد لين فى كتابه «عادات وتقاليد المصريين المحدثين». ولعل مما له دلالة على شخصية جوزيف ماكفرسون وتسجيله لحياته الطويلة فى مصر وبين المصريين، ما كتبه عنه لورانس داريل من أنه «كان واحداَ من أكثر الشخصيات تفرداَ وجاذبية التى كان من حظى إن ألتقى بها، حيث تقابلت طُرقنا فى القاهرة، وتشرفت بأن أتلقى ما قد يكون النسخة الإهدائية الأخيرة لكتابة «الموالد فى مصر: The Moulids in Egypt» والتى يقدم لنا نظرة رائعة عن الحياة السفلى فى مصر، والآن يأتى هذا العمل العظيم الذى يملأ الفجوة بين كتاب لين الضخم و الجميل «المصريين المحدثين» وبين الحاضر، والواقع أنه رغم أن ثمة العديد من الكتب عن مصر تعتمد على التحليل السياسى وأيضاَ على ما يشاع، ولكن لا شىء مما صادفنى يحمل هذا الطابع الأصيل من المعرفة المباشرة مثلما يحمله هذا الكتاب.
والكتاب الذى يشير إليه داريل هو ذلك الذى تضمن خلاصة 25 ألف رسالة بعث بها جوزيف ماكفرسون إلى عائلته من مصر منذ أن نزل بها عام 1901 حتى مات فيها عام 1946، والتى شرع فى كتابتها منذ اليوم الأول لوصوله ظنا منه «أنه سيكون مصدر سرور للأهل فى الوطن أن أروى لهم تجولاتى وملاحظاتى وجو الحياة فى مصر» .. وفضيلة هذه الرسائل فى الكتابة عن الشرق أنها تصف الناس والأشياء بشكل مباشر وليس من الكتب والمراجع أو المذكرات.
بدء علاقته بمصر
ويروى ماكفرسون بدء علاقته وتطلعه إلى مصر بمرحلة دراسته فى أكسفورد، «حيث كانت أفكارى فى مكان آخر.. وحيث كان حلمى أن أعيش فى القاهرة وأن أرى وأتعلم عن الأماكن والناس واللغة فى بلدان البحر المتوسط ولكن بشكل خاص عن وادى النيل».
وقد كان فى الخامسة والثلاثين حين ماتت والدته، وترك موتها فراغاَ فى حياته «لقد ترك موت أمى ظلاَ أعمق وفراغاَ مخيفاَ.. ولم يعد شىء فى إنجلترا يثير حماسى، ومن هنا عاودنى من جديد تطلعى القديم لشواطىء المتوسط ذات التاريخ الممتع، وهو التطلع الذى ظل مكبوتاَ من خلال حياة أمى وحيث كانت تربطنى بالوطن».
وقد تصادف مع ذلك وصول وفد من الحكومة المصرية لاختيار عدد من خريجى أكسفورد للعمل فى الإدارة المصرية، وقد وقع الاختيار على ماكفرسون حيث سافر إلى مصر عام 1901، فى هذا الوقت كان وضع مصر من أكثر الممتلكات البريطانية غموضاَ، فهى لم تكن مستعمرة أو محمية، كما لم تكن جزءاَ من الإمبراطورية، وإسمياَ كانت ولاية ذات حكم ذاتى ضمن الإمبراطوراية العثمانية لها رئيس دولة هو الخديو الذى يدين بالولاء للسلطان فى اسطنبول، ولها برلمانها الخاص وحكومتها وجيشها وإدارتها المدنية، ورغم هذا كان الحاكم الفعلى هو آفلين بارينح Evelyn Baring أو اللورد كرومر.
وحين وصل ماكفرسون إلى الإسكندرية فى أكتوبر عام 1901، اندفع يسجل انطباعاته الأولى إلى شقيقه الأكبر «أعتقد أنى سوف أحب المصريين لمزاجهم الطيب ونظرتهم النبيلة، ويبدو أنهم ينتمون إلى نوع أعلى من البشرية أكثر من الفرنسيين مثلاَ».
وقد التحق ماكفرسون بإدارة التعليم والذى ظل يعمل فيها من عام 1901 حتى عام 1914، وحيث بدأ مدرساَ فى مدرسة الخديو إسماعيل والتى وصفها بأنها «أتيون مصر»، وكانت مدرسة أبناء العائلات الثرية، وشرع فى الحال فى تعلم اللغة العربية وإجادتها و أصبح فى إمكانه فى السنوات الأولى أن يتحدث بها كأى مصرى أو عربى، وعلى عكس ما سجلته شخصيات بريطانية تولت مناصب قيادية فى مصر عن المدرسين البريطانيين وغياب أى تعاملات لهم تقوم على الصداقة مع المصريين، وإسراعهم بمجرد انتهاء دروسهم، إلى الهرب بدراجاتهم إلى نادى الجزيرة حيث ينغمسون فى لعب الجولف أو التنس ومشاركة أصدقائهم البريطانيين شرب الويسكى والصودا أو الشاى، كان ماكفرسون استثناء من ذلك النمط فقد اندمج بحماس فى المجتمع المصرى مكتسباَ قبوله وحب تلاميذه وأصدقائهم، وكان من بينهم أبناء الكولونيل أحمد عرابى.
اهتمامه باللغة والدين
وبحماس فتى ملحوظ بالنسبة لرجل فى منتصف الثلاثينات بدا ماكفرسون مهتما بكل شىء: اللغة، الدين، وطرق حياة الفلاحين، «الذين لا يقيمون حساباَ للزمن»، وصمت الصحراء وأسرارها، وحيث لم تكن الصحراء بعيدة عن قلب المدينة فقد كان يجد بهجة فى أن يمتطى مهرة يطوف بها حول المقطم والتلال الجرداء التى تطل على القاهرة، ولم يرتح حتى وجد لنفسه بيتاَ فى الصحراء وشاليها صغيراَ قرب المطرية، كما أبدى اهتماما خاصاَ بالشعائر الدينية، ولم يكن حضوره القداس مقصوراَ فقط على الطائفة الكاثوليكية ولكن أيضاَ على الكنائس الشرقية، ومنذ عامه الأول كان ضيفاَ على حفلات الزواج الفخمة، للمسلمين والأرمن، واليونانيين والأقباط، وكان يسعده أن يكون هو بين ما يقارب 500 مدعو، الإنجليزى الوحيد، كما كان أصدقاؤه المصريون يصطحبونه فى مناسبات دينية لم يكن يسمح فيها لغير المسلمين، وقد شملت علاقاته بالمصريين جميع طبقاتهم، ولم يكن يرتاح فقط إلى تلاميذه وعائلاتهم وأصدقائهم، بل كذلك فى المنزل المتواضع والمزدحم لخادمه حجازى وحيث كان «أشقاء حجازى وشقيقاته الصغار يتزاحمون على مثل الهررة الصغيرة المستأنسة».
كما كان موضع ترحيب فى بيوت الشخصيات المصرية البارزة، ومن بينهم كبير قضاة مصر الشيخ محمد بخيت الذى يصفه بأنه «واحد من أكثر الشخصيات المحترمة التى قابلتها فى حياتى.. أنه فقط.. يحب العمل، والصلاة، وتعليم أصدقائه، وأخوته فى الدين، ورغم عمله كقاض، فقد كان يعلم الصغار بلا مقابل على مدى 6 أو 7 ساعات يومياَ، وكان يأكل قليلاَ ولكنه يحب أن يرى ضيوفه يأكلون كثيراَ.. أنه واحد من أكثر المثقفين رغم أنه لا يعرف لغة الأوروبيين أو عاداتهم، وهو دائما على استعداد أن ينفق ماله على الآخرين».
كذلك كان من أصدقائه المفتى، الذى يسبق كبير القضاة فى الدرجة، وتصف إحدى رسائل ماكفرسون زيارته للمفتى حيث نقل إليه سؤالا كان يحير خادمه حول ما إذا كانت رائحة سجائره تفطره فى رمضان، وجاءت إجابة المفتى مطابقة لما رد به ماكفرسون من أنه إذا كانت رائحة السجائر تفطره فلابد أن رائحة الطعام تفطره كذلك.
وفى عام 1904، نُقل ماكفرسون إلى مدرسة رأس التين بالإسكندرية، وبعد ذلك بثلاث سنوات إلى كلية الزراعة بالجيزة، وهو يحتفظ بخطابات من طلابه بالإسكندرية يقول أحدها «لا أستطيع أن أصف بالكلمات الأسف والحزن الذى سببه رحيلك، فقد بكيت بمرارة ويتذكر كل تلاميذك طيبتك ورقتك وقدرتك على التدريس».
نمو الوطنية المصرية
وتعكس خطابات ماكفرسون فى هذه الفترة نمو الوطنية المصرية والمشاعر المعادية للاحتلال البريطانى خاصة بعد حادث دنشواى الذى سجل وقائعه فى رسائله وما أثارت من مشاعر لدى المصريين «إن كل فرد قابلته كان منكسر القلب، وفى حلقه غصة، وكنت تلمس العصبية فى لغته وكل رد أو صوت، والحزن على كل وجه، ولكنه كان حزناَ من نوع غريب، وكان من الواضح أنه حزن مقهور بفعل قوة متفوقة» ويسجل أن حادث دنشواى جعل الفلاحين المصريين يسحبون ولاءهم الضمنى، واكتسبت الحركة الوطنية المناضلة تأييداَ شعبياَ.
المحارب السعيد
ومع الحرب العالمية الثانية، دخلت حياة ماكفرسون فى مصر طوراَ أكثر غرابة وطرافة، وقُدمت له منافذ أكثر للتوغل فى حياة وقاع المجتمع المصرى بعاداته و تقاليده. وقد اكتسب ماكفرسون فى هذا الطور لقب المحارب السعيد The Happy Warrior.
وذلك أنه فى هذه الأثناء كانت تركيا قد دخلت الحرب إلى جانب ألمانيا، وباعتبار أن مصر كانت من الناحية الفنية ولاية ضمن الإمبراطورية العثمانية، فقد عمدت إنجلترا إلى تنظيم هذا الوضع، وأعلنت مصر كمحمية رسمية بدلاَ من وضع الحماية المقنعة التى كان لها فى الثمانينيات من القرن، وكان مصدر التهديد الرئيسى لبريطانيا من مصر يأتى من القوات التركية فى فلسطين وسوريا والتى كان من المتوقع أن تتقدم عبر صحراء سيناء إلى قناة السويس، الأمر الذى دفع إنجلترا إلى إتخاذ اجراءات سريعة لتقوية دفاعات القناة. وقد بدأت إسهامات ماكفرسون فى العمل الحربى بإلحاقه بوحدة احتياطية تطوعية شكلها أعضاء نادى الجزيرة الرياضى من البريطانيين وعرفت من قبيل السخرية «بقصر فرعون»، ورغم أن ماكفرسون كان يقترب من الخمسين من عمره فإن هذا المستوى من المشاركة لم يرضه على الإطلاق حتى تمكن فى يونيو 1915 من تسجيل نفسه كضابط فى الصليب الأحمر حيث شرع فى الحال فى مهمة بمستشفى ملحق بباخرة متجهة إلى أحد شواطىء البحر المتوسط، وحيث كان الحلفاء يعدون لهجوم شامل، فى هذا الهجوم تعرض الطراد الذى ينقل ماكفرسون لقصف أصاب أفراده و منهم ماكفرسون حيث ظلت ساقه معلقة لمدة 4 شهور اختار بعدها أن يكلف فى فيلق أنشىء حديثاَ للهجانة ونظر إليه كوحدة فى خطط القيادة البريطانية فى مصر، وكانت مهمة هذا الفيلق تزويد القوات المحاربة فى الصحراء بالمؤن وخاصة الماء و العودة بالجرحى.
وفى معسكر للتدريب على هذه المهمة فى عين شمس واجه ماكفرسون بداية صعبة حيث «بدت الحياة فى عين شمس مثيرة، بل وخطرة بالنزعة المتوحشة للكثير من الجِمال، وفى كل يوم تقريباَ كان واحد منا أو أكثر يرقد فى المستشفى من عضة جمل، وفى الليل كثيراَ ما كان أحد الجمال ينطلق مثيرا للذعر ويظل المعسكر مستيقظاَ طوال الليل». وقد أوفد ماكفرسون إلى أعماق الصعيد لتجنيد جنود للهجانة من بين الأهالى هناك، وكان هذا الفيلق قد تطور عدده من 30000 إلى 250000سائق، كما تكون فيلق عمل مصرى لمساعدة القوات البريطانية المحاربة، ومع نهاية الحرب كان قد خدم فيه مليون و نصف مليون مصرى على فترات مختلفة ، وكان هذا الإكراه للمصريين لمساعدة البريطانيين ضد الأتراك من الأسباب الأولى للهمة الوطنية المصرية بعد الحرب، وبسبب الأساليب التى استخدمت فى تجنيد المصريين وكانت موضع نقد حاد من ماكفرسون لهذا الشر المخزى وللطريقة المخجلة والفاسدة التى تم بها تجنيد المجندين، وكانت هذه الأساليب تقوم على مطالبة المديرين «حكام الأقاليم» بتوفير عدد من القوات فى وقت معين، فيأمر المديرون المأمير بأن يقدم كل منهم نسبة معينة، ويحيل المآمير بدورهم هذا إلى العمد فى القرى التابعة لهم، ويستخدم العمد هذا الأمر لكى يتخلصوا من أعدائهم الشخصيين، ومن الذين يمكن أن يحلوا محلهم، وأزواج النساء الجميلات الذى يشتهونهن، وكل غير القادرين على دفع الفدية».
وقد تحقق خوف ماكفرسون من أثر الكراهية التى شاعت بين المصريين تجاه البريطانيين نتيجة لهذه الأساليب، فعبر مصر كلها انتشرت الأغانى التى تعبر عن الكراهية للإنجليز:
ورغم كل ما عاناه ماكفرسون من خلال هذه الفترة، فإنها كانت من أكثر فتراته فى مصر، وبما فيها من أخطار، حركة خصوبة، وقد عكست رسالته الأخيرة من سيناء – التى أهداها إلى حصانه تموز – هذه الفترة، وكان خطابه بمثابة توديع لهذه الحياة واحتفالا بها: «من خلال الشهور الأخيرة عشنا أنا وتموز أوقاتاَ سعيدة ورحلات مرحة فى سيناء، وكانت إدارة الحملات متعة مع تموز فقد كان يمشى برزانة فى مقدمة القافلة محدداَ لإيقاعها، ولكنه كان يحملنى إلى المؤخرة فى أسرع وقت إذا ما اطلقت الصفارة إيذانا بوقوع خطأ ما، ثم يحملنى إلى المقدمة مرة أخرى مثل شعلة من النار. وبشكل يجعل الأهالى يصيحون «وحياة النبى، هذا عفريت و ليس حصاناَ».. وربما كانت الأسابيع الأخيرة فى حياة تموز التى عشناها فى العريش أسعدها كما كانت أمتع ما عرف سيده كذلك، ولم يحفل كلانا للحظة بالقنابل أو الآن الحرب الأخرى، والتى جعلت الحياة أحلى عشرات المرات، وجعلتها تبدو للمرء كمنحة مجيدة من الله وليست مجرد شىء رتيب».
وبتردد شديد، أنهى ماكفرسون مشاركته فى «معارك الصحراء، ودخلت حياته فى مصر مرحلة أكثر تنوعاَ وغرابة تلك التى أطلق عليها «الدوامة المثرية Lurid Gulf»، فقد ظن رؤساؤه أنه يستحق حياة هادئة بسبب جروحه وضعفه الجسدى، ولكن الأيام سوف تثبت أن ما ينتظره سيكون أكثر إجهاداَ وضغطاَ. وفى القاهرة رقى إلى درجة « قائماَ بأعمال» مأمور الضبط، وكان فى هذا تحت سلطة رسل باشا، وهى الوظيفة التى دخل بها إلى عالم الجريمة والمؤامرات السياسية وما تتطلبه من جهد دائم وضغوط نفسية لم تهيئه لها حياته الوظيفية من قبل، وتُظهر رسائله عن هذه الفترة تعجبه كيف استطاع أن يتعامل معها إلا أن الجانب الإيجابى بالنسبة له وشغفه بالغوص فى المجتمع المصرى، أنها جعلته يرى عن كثب العادات والتقاليد المصرية فى أغرب صورها مثل حفلات الذكر، وحفلات الزار التى استخدم سلطته كى يُسمح له بمشاهدتها وحيث نرى تفاصيلها ومشاهدها مسجلة بالتفصيل فى رسائله.
تسجيل ثورة 1919
ومن أبرز الأحداث المصرية التى عاشها وسجلها ماكفرسون فى مصر ثورة 1919 وزعامة سعد زغلول ورفاقه، ورد فعل الحكومة البريطانية، ورغم ارتباطه و«حبه» لمصر وللمصريين، فقد كانت استجابة ماكفرسون لأمانى المصريين الوطنية نموذجاَ للأمبريالى الفيكتورى التقليدى، وبعد اعتزاله الخدمة نهائياَ وقبل وفاته عام 1946 كتب خطاباَ إلى صديق له فى إنجلترا يفسر فيه التناقض بين حبه للمصريين وبين موقفه من مطالبهم الوطنية: «إن أصدقائى المصريين كثيراَ ما يسألوننى: كيف يتأتى أن تكون صديقاَ لنا، بل ومصرياَ تقريباَ، ثم تتردد إزاء استكمالنا، وكنت أرد عليهم ذلك أنى أحبكم كثيراَ وبشكل لا يجعلنى أقدم لكم ما قد يضركم».
وتوضح خطاباته فى هذا الشأن أن كان يفسر موقفه هذا «بخوفه على الفلاحين المصريين»، ومن أن يعيد الإقطاعيون المصريين لنظام السخرة «بعد أن ارتفع بهم الحكم البريطانى إلى مكانهم تحت الشمس»، وهذا التصور الذى عبر عنه ماكفرسون كان يعكس الادعاء البريطانى والذى عبر عنه اللورد كرومر فى كتابه عن مصر واعتبر فيه أن أهم الإنجازات البريطانية فى مصر هو إلغاء نظام السخرة، والواقع أن بعض المؤرخين الغربيين يتقبلون هذا الادعاء، إلا أن البحث التاريخى الدقيق يظهر أن إختفاء نظام السخرة فى مصر كان نتيجة عملية عريضة من التحول والتطور السياسى الاجتماعى فى مصر.