لم يعد لدينا ترف الصمت عما يدور فى صخور الدويقة فما بين الحين والآخر نستيقظ على كارثة فى جبل المقطم وهى سقوط جزء من صخرة الدويقة بمنشأة ناصر وهذا المشهد تكرر عام 2008 وفى بداية العام الجديد 2015 وذلك بسبب العوامل الطبيعية والبشرية.. ولكن السؤال الذى مازال يطرح نفسه: ما هى الحلول التى تقدم من قبل الحكومة لتفادى مثل هذه الكوارث الطبيعية وحماية ارواح المواطنين الأبرياء. اللواء محمد أيمن نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية شرح لنا الوضع بعد سقوط جزء آخر من صخرة الدويقة انه منذ 18 ديسمبر 2014 ونحن فى سباق مع الزمن لإخلاء الأسر من منازلهم حتى سقطت يوم 2 يناير 2015 بدون اى خسائر فى الأرواح لأن كانت هناك تقارير ودراسات توكد ان جبل المقطم والهضبة على منحدر مما يؤدى الى سقوط اجزاء منها كل فترة وفى كل مرة تشكل لجنة من اساتذة الجيولوجيا والطرق للتأكد من سلامة الطريق والمكان الذى تقع فيه صخرة الدويقة كما توجد ايضا لجنة الحلول الانشائية التى تقوم بمسح ادارى و كهربى وبعض الدراسات الاخرى المختلفة للتوصل لانسب الحلول حتى يتم التخطيط الشامل للمنطقة ونحن الان فى انتظار تقرير اللجنة ولحين الانتهاء منه تم بالفعل نقل ما يقرب من 60 أسرة الى مدينة بدر والسادس من أكتوبر كحل لازمة صخرة الدويقة. على الجانب الآخر، يوضح هشام الشاذلى من سكان منطقة الدويقة ان المشكلة يرجع تاريخها الى عام 1979 عندما نقل حوالى ألفى أسرة الى مساكن الدويقة وتوفير شقق إيواء بعد انهيار مساكنهم التى طالها العمر الافتراضى فى عدة مناطق شعبية على سبيل المثال رملة بولاق والسيدة زينب وباب البحر والزاوية الحمراء والقلعة ولان هناك أزمة اسكان اضطرت الحكومة لتوفير البديل كحل موقت والعقد يؤكد ان هذه الشقة التى بمثابة حجرة يعيش بها أسرتان هى عبارة عن إيواء موقت واستضافة لمدة ستة أشهر فقط، حتى يتم بناء السكن الاقتصادى فى أماكن اخرى كمدينة السلام لان فى ذاك الوقت الأزمة السكانية ولكن انشأت الحكومة مدينة السلام ولم يتم نقل هؤلاء المتضررين بل أصبحوا فى طى النسيان وبمرور الزمن نشأ جيل باكمله لا يعلم الا هذا المكان الذى ولد وتربى فيه واجيال اخرى ماتوا فى منطقة الدويقة ولقد تكررت كارثة سقوط اجزاء من صخرة جبل المقطم فى الدويقة عام 2008 كان يسكن 150 أسرة راح ضحيتها 110 أشخاص وتبقى 40 أسرة نقلوا فى مخيمات إيواء منشأة ناصر تحت رعاية القوات المسلحة حتى يتم نقلهم إلى شقق ولكن المفاجاة عند تسليمهم الشقق طالبتهم المحافظة بأوراق شخصية تثبت حقهم فى الحصول على هذه الشقق ولكن عندما انهارت منازلهم طوت معها كل متعلقاتهم منها جميع أوراقهم وما كان الا ان دخل بعض المستفيدين وانتحلوا صفة المتضررين وحصلوا على شقق المحافظة بدون وجه حق لذلك فى هذه المرة عندما قام رئيس الحى محمد نور الدين بحملة لاخلاء المكان من الأسر، قبل وقوع كارثة سقوط اجزاء وموت الأبرياء طالبهم بأى إثبات شخصية كشهادة ميلاد او قسيمة الزواج او صورة البطاقة الشخصية وذلك تفاديا لاى عملية نصب لكن المشكلة الرئيسية تكمن فى بعد أماكن السكن كمدينة السادس من أكتوبر ومدينة بدر من هنا لابد من مراعاة الجانب الإنسانى لهؤلاء المتضررين الذين أكثرهم عمال يومية ليس لهم اى مصدر رزق ثابت كيف يعيشون فى أماكن تبعد عن وسط المدينة وتبعد عدة كيلومترات بل فى مدينة تخلو من الخدمات والمرافق ، يجب توفير مصدر رزق للاسرة على الأقل لمدة شهر وتعويض المتضررين على اعتبار أنهم سكان بناء داهمة حتي نستطيع التوصل للحل بدلا من العودة مرة اخرى للسكن تحت سفح الجبل فى نفس المنطقة وتستمر الأزمة كما هى لسنوات دون الحل. اما عن وجهة نظر الدكتور هشام حلمى أستاذ هندسة الجيوتقنية بجامعة عين شمس واحد الأساتذة المكلفين فى لجنة التقييم ودراسة منطقة جبل المقطم يقول ان هناك عدة لجان شكلت من قبل المحافظة على مر السنوات الماضية لتقرر مصير هؤلاء المواطنين الذين يقطنون فى منطقة الدويقة، فهى تقع ضمن تقسيم المناطق شديدة الخطورة وعرضة للسقوط وفى محيطها مساكن عشوائية أو طرق سواء أعلى أو أسفل الجبل لانها عرضة للسقوط نتيجة لعوامل الطبيعة من امطار وتعرية وتعرض صخور الجبل للنحر، جاءت كلمة المقطم من قطم الجبل أى الحافة عبر السنوات تتعرض للانهيار فان المنطقة مهددة بالكوارث بسبب عدة عوامل منها التربة الارضيّة أصبحت متهالكة كما انها غير مهيأة لاستيعاب هذا ألكم الهائل من السكان وايضا عشوائيات شبكات الصرف الصحى لذلك يجب اخلاء المكان ونقل السكان الى أماكن اخرى بعيدة عن منطقة الخطر ، على المستوى العالمى اى جبال او هضاب يوجد بها ميول صخرية وكتل معرضة للانهيار فهذا امر طبيعى لكن من المهم حماية الجبال من النحر الحل الوحيد هو نقل السكان وتوفير أماكن بديلة لهم حفاظا على ارواحهم.