استشهد صباح امس ضابط شرطة في هجوم مسلح من قبل مجهولين اثناء تفقده الحالة الامنية علي طريق بلبيس الزراعي، بينما أصيب أمين شرطة وخفير نظامي كانا برفقته يستقلون سيارة الشرطة، وامر اللواء سامح الكيلاني مدير امن الشرقية بنقل جثمان الشهيد لمستشفى بلبيس المركزي، والمصابين للمركز الطبي العالمي لتلقي العلاج، و تولت النيابة العامة التحقيق بإشراف المستشار أحمد دعبس المحامي العام لنيابات جنوبالشرقية . "شجرة مثمرة واقتلعت غدرا".. هكذا وصف الاهالي موت النقيب محمد نجيب عبد العال- 39 سنة - رئيس نقطة انشاص الرمل ببلبيس والذي لقي مصرعه علي ايدي مسجلين في الساعات الاولي من صباح امس عندما قرر الخروج في دورية للشرطة لتامين منطقة اعتاد المسجلون فيها ترويع الامنين وسرقة السيارات وتحديدا علي الكوبري العلوي لقرية غيته والذى يفصل الطريق الزراعي عن الظهير الصحراوي لتستوقفه سيارة اعدت عدتها لاقتناص فريستها من المدنيين ليفاجئها احد حراس الوطن وهو النقيب محمد نجيب مع دوريته وينزل ليرى ما سبب وقوف هذه السيارة في تلك المنطقة في الواحدة صباحا لتفاجاه رصاصات الغدر والتى تنال احدها منه ليلقي حتفه فورا . اما امناء الشرطة اللذان شهدا الواقعة فاحدهم يتلقي العلاج في المركز الطبي العالمي والاخر انقذه القدر وحضر الجنازة العسكرية الرسمية التي اقيمت له والتى حضرها القيادات الامنية والتنفيذية ولم يتمالك اعصابه وهو يحكي اللحظات الصعبة حيث يقول عادل محمد عريان - امين شرطة و الشاهد العيان علي الواقعة انهم اعتادوا تمشيط هذة المنطقة حيث يتكرر فيها الحوادث ورغم خطورتها يتحركون فيها لتامينها مؤكدا ان الرصاصات التى تلقاها الضابط وامناء الشرطة كانت تنتظر قلب احد المدنيين الذين انتظرهم هؤلاء المجرمين للنيل منهم وهذا لانهم بمجرد نزول الضابط من السيارة امطرونا بوابل من الرصاص من بنادق الية اصابت النقيب محمد نجيب في رقبته ومات فورا كما اصيب سائق السيارة ولم اشعر الا وانا ارد بطلقات من النيران لانقاذ زملائي ونقلت السائق والضابط الي السيارة من الخلف و انطلقت سريعا حتي احاول الانقاذ مؤكدا ان القانون لا يعطيهم حق اطلاق النار الا كرد علي المجرم وليس مبادرة منهم مهما كان الوضع او درجة الشك . اما اسرته المكلومة للشهيد الضابط محمد نجيب فهي ولدين وابنه اصبحوا ايتاما ووالدتهم لم تكف لحظة عن البكاء لحظة فعمر اكد ان والده لن يذهب غدا للنقطة لانه مات وما عدتش في حد في البيت علي حد تعبيره فسنوات عمره الخمسة لا تسمح له بتفهم ما يحدث كما انه لا يعلم ان احضان والده ليلة امس هي الاخيرة والتى لن يعود اليه ثانية واشار الي قفص عصافير هو اخر هدايا الشهيد التى اعطاها له قبل ايام من وفاته وان كانت احضان الام التي لملمت الصغير فيها رسمت علي وجهه ابتسامة الا ان علامات اليتم بدت واضحة علي الصغير . هذا ليس المشهد الوحيد فخلود ابنته في الصف الثالث الاعدادي نزل والدها مودعا ومكررا كانه يوصيها بانت تكون طبيبة ليلقبوها دائما بالدكتورة خلود ولكن بمشاعرها كابنة رفضت تماما كلمات الحسرة علي والدها مؤكدة انه شهيد ضحي بنفسه لاجل تامين الوطن واحتسبته بدموعها عند الله . اما الزوجة والام فاخذت تحتضن ملابس الشهيد مرددة القصاص القصاص نريد القصاص من قتلة زوجي فقد اختطفته رصاصات الغدر التى طالما حذرته منها زوجته مؤكدا لها ان العمر واحد والاقدار بيد الله وكانت كلمته دائما اما ان اقتل المجرمون او يقتلونى والا ما فائدتنا . اما اصدقائه في العمل ورؤسائه ومرؤسيه فقد اجمعوا علي حبه لعمله وتفانيه واخلاصه حيث يؤكد العقيد محمود ابراهيم مامور المركز ان النقيب محمد افتدي بصدرة المواطنين حيث تلقي طلقات الغدر التى كانت تنتظر احدهم حيث وقفوا علي الطريق مسلحين لاصطياد ضحيتهم والبحث جاري ولن نتركهم. ويضيف الرائد احمد رمضان انه اعتاد عمل دوريه لهذة المنطقة ليتعقب الارهاب وقطاع الطريق حيث يجدون منها ماوى لهم . اما الجنازة المهيبة التى حضرها الالاف من الاهالي فلم تخلو من الدموع عليه مطالبين بالقصاص .