يعانى عدد ليس بالقليل من ذوى الإعاقة، قصار القامة أو «الأقزام» منذ فترة كبيرة فى مختلف مناحى الحياة، ولا يحصلون على حقوقهم مثل باقى الفئات، ورغم أن الدستور الجديد أقر بضمهم ضمن فئة ذوى الإعاقة، إلا أن الخطوات العملية لهذا الضم لم يتم تفعيلها على أرض الواقع حتى الآن .. التقت صفحة «صناع التحدى» بحنان فؤاد 46 عاما – إحدى قصار القامة- لنتعرف منها على أهم الصعوبات التى تواجهها بصفة خاصة، وتواجه أقرانها بصفة عامة، وكيف تحدت «سخرية» الناس منها وأصبحت بطلة الجمهورية فى رياضة صعبة هى ألعا القوى التى يمارسها الرجال أكثر من السيدات. فى البداية تقول حنان: ولدت قصيرة القامة، وكنت الوحيدة فى عائلتى التى تعانى من هذه المشكلة، مما جعلنى طفلة انطوائية بعض الشىء، لم يكن لى أى نشاط، ولكن واصلت تعليمى حتى حصلت على دبلوم تجارة، وكانت معاناتى تتجسد فى المقعد الغير مؤهل لى والذى لا يتناسب مع طولى، وأيضا السبورة التى دائما تكون على مسافة أعلى منى بكثير, وبعد استكمال دراستى تقدمت للعمل فى شركة للاتصالات، وبالفعل تم قبولى ومن خلال عملى كموظفة وتعاملى مع الجمهور أصبحت أكثر جرأة، وتغيرت شخصيتى من خلال الاحتكاك المباشر بالناس، وأصبحت اجتماعية, وفى مرة من المرات فوجئت بسيدة تعمل في وزارة الشباب والرياضة تقول لى، لماذا لا تمارسى رياضة وشجعتنى كثيرا، فذهبت إلى مركز شباب الحبانية، ومارست ألعاب قوى (رمى القرص- جولة- جرى) ضمن فريق ذوى الإعاقة لمدة عامين، بعدها اتجهت لرفع الاثقال، وكان بالنسبة للفتيات مجالا جديدا جدا ليس عليه إقبال، بدليل أن أول بطولة شاركت بها كانت بطولة العرب، وأقيمت فى شرم الشيخ، لم يكن مشارك بها من الفتيات غيرى أنا وزميلة أخرى فقط، ولقد حصلت فيها على المركز الأول، بعد ذلك توقفت عن ممارسة الرياضة خمس سنوات. وتضيف: بعد هذا التوقف الطويل عدت مرة أخرى، ولكن ضمن فريق الشركة التى أعمل بها، وكل عام أشارك فى بطولات مختلفة أهمها بطولة الجمهورية، وأيضا الشركات، ومؤخرا أقيمت بطولة فى بورسعيد وحصلت فيها على المركز الأول فى ألعاب القوى بينما حققت الميدالية الفضية فى الحديد، كما حصلت على المركز الثانى فى بطولة الجمهورية. والرياضة جعلتنى أكثر ثقة فى النفس لا أخاف من مواجهة الناس حتى من يسخرون منى، بل أصبح فى مقدرتى الرد عليهم وإحراجهم، ولكن بالأدب. سيارة مجهزة حلم حياتى أهم المشكلات التى أعانى منها «كقزمة» المواصلات، فهى بمثابة رحلة عذاب يومى حيث لا يرانا الركاب وسط الزحام إلى جانب صعوبة صعود السلالم المرتفعة جدا، وعندما فكرت أن اتخلص من هذا العذاب عن طريق شراء سيارة مجهزة وتقدمت مرات عديدة للحصول عليها، ولكن لا أحصل على الموافقة نتيجة أننا لسنا ضمن ذوى الإعاقة ومؤخرا بعد أن تم وضعنا ضمن ذوى الإعاقة فى الدستور الجديد تجدد الأمل داخلى مرة أخرى للحصول على السيارة، ولكن كانت المفاجأة هى سماعى نفس الرد لأن الدستور لن يتم تفعيله إلا بعد انتخابات البرلمان، وذلك يسرى على كل حقوقنا الباقية مثل نسبة ال 5% فى التوظيف, لذلك أتسأل، ما فائدة هذا الدستور الذى خرجنا جميعا للموافقة عليه إذا كانت أبسط حقوق الأقزام منسية لدرجة أننا لا نحصل على الكارنيه الذى يعطينا حق ركوب أتوبيسات النقل العام مجانا، وهذا ابسط حقوقنا, وكذلك كارنيه التأهيل المهنى. وفى نهاية الحوار قالت حنان: أحلم بأن نصل إلى مستوى نظر المسئولين ويوفروا لنا رعاية طبية وتعليمية وثقافية لأننا شريحة ليست بالقليلة حيث يصل عددنا إلى 75ألف فرد طبقا لأخر إحصائيات جهاز التعبة والإحصاء وعلى المستوى الشخصى أسعى إلى إحراز لقب بطلة العالم قريبا.