بمجرد رؤية مسجد الامام الحسين رضى الله عنه تتدفق مشاعر الخير داخل النفوس. فآى ريح طيبة أتت الى كنانة الله فى الارض؟ نعم هو النسل الشريف لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، ويالها من كرامة يحتفى بها المصريون: فلقد استقر لدينا أحب احفاد الرسول الى قلبه. ولطالما حرص حكام مصر عبر العصور على تطوير وتوسعة مساجد آل البيت, خاصة الامام الحسين. ولقد طرأت أخيرا بعض الصور السلبية على المشهد الحسينى, وحرصا على مهبط السياحة الدينية فى مصر اصبح هناك ضرورة لتحويل المنطقة الى محمية أثرية. يقول فضيلة الشيخ اسامة هاشم الحديدى امام وخطيب مسجد الامام الحسين: اوصانا النبى عليه الصلاة والسلام فقال «أرقبونى فى آل بيتى» واختص الامام الحسين بذكر خاص الحسين منى وأنا من الحسين.أحب الله من أحب الحسين ا ثم جمع بين الحسن والحسين حين قال عليه الصلاة والسلام «هما سيدا شباب الجنة» وأكد أن «أحب آل البيت إلىّ الحسن والحسين» وروى السلف الصالح ان أشبه الناس خلقاً شكلا ومنظرا - برسول الله هو الحسين رضى الله عنه. ولقد قدم رأس الامام الحسين إلى مصر فى عهد السلطان الفائز ووزير الدولة الصالح طلائع فى عصر الدولة الفاطمية من عسقلان الى مصرخوفا عليه من الهجمات الصليبية المتتالية ، وكان ذلك فى الثلاثاء الاخير من شهر ربيع الاول واستقبله المصريون بمحفل عظيم ، ويعد هذا التاريخ يوم ميلاد آل البيت فى مصر ولذلك يحتفل المصريون كل عام فى هذا الموعد لمدة سبعة ايام ،بينما تاريخ ميلاد الامام الخامس من شعبان ويحتفل به ليلة واحدة فقط. ويضيف فضيلة الشيخ اسامة الحديدى ان المسجد الحسينى بدأ ضريحا عام454 هجرية -1148 ميلادية واختار له الفاطميون مكانا مواجها للجامع الازهر الشريف، لكن مع تتابع الامر وتوالى الازمنة بدأ الناس يصلون بالمكان ومن هنا تولدت فكرة بناء مسجد وتوالت عليه التوسعات وكأن كل دولة حكمت مصر أبت إلا أن تترك لها أثرا يإقامة توسعة بالمسجد, وابرزها المأذنة الايوبية المميزة, وكان أخرها فى عصر الزعيم جمال عبد الناصر الذى أضاف مساحة مكتب الامام وقاعة كبار الزوار, حتى انه أنشأ له مكتبا خاصا ملحقا بالمسجد, وكان يقضى به وقتا طويلا لبحث شئون الحكم والبلاد ،وتبلغ مساحة صحن المسجد ومصلى الرجال نحو3750مترامربعا ومصلى السيدات 241.5متر مربع ومساحة المقام 176 مترامربعا والمساحة الكلية تبلغ نحو 5300متر مربع. ويضم المسجد مقصورة المقام المصنوعة من الفضة الخالصة وبها اسرار ونفائس وغرفة الاثار النبوية وبها من آثار سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه ويسمى(عطب) أى القاطع البتار وكان النبى يتكأ عليه عندما يخطب على المنبر وشهد العديد من الغزوات ،وكذلك العصا الشريفة التى كان يشير بها الى الاصنام يوم فتح مكة فتتساقط ويعلو صوت جاء الحق وزهق الباطل، والمكحل والمرود اللذان كان يتكحل بهما للحماية من رمداء الصحراء، وقطعة من قميصه المنسوج من الكتان المصرى وأهدى اليه مع السيدة ماريا القبطية وبعض شعرات من شعر النبى صلى الله عليه وسلم،كما يضم قطعا من كسوة الكعبة المشرفة، والمسجد زاخر بالاثار التى يعود تاريخها الى العصر الفاطمى ،وبهاكرسى التفسير الذى اهداه الملك فاروق للمسجد وكان يجلس عليه الشيخ الشعراوى وغيره من القطع الاثرية . يطالب امام وخطيب مسجد الامام الحسين بضرورة تحويل منطقة المشهد الحسينى (المسجد والميدان) الى محمية أثرية, لتلقى العناية والرعاية المناسبة التى تليق بمكانته، فخدمة هذا المكان شرف ومن يعمل به خادم للمكان ولزواره، ويود تعظيم التأمين والاهتمام بالنظافة والتجميل وازالة كل ما يعكر ويكدر صفو الزائرين ،والقضاء على ظاهرة التسول التى تتفشى بالمكان وتلاحق المترددين خاصة السائحين ، وكذلك اشكالية البلطجة والباعة المتجولين واشغالات الطريق، هذا الى جانب آفة المقاهى التى اتخذت من السور الحديدى لحرم المسجد مكانا لفرش مناضدها وكراسيها هذا الى جانب ضوضاء الاغانى الصاخبة وتلوث الادخنة، وكلها مناظر لا تتناسب مع جلال المكان!!