كان ياما كان فى سالف العصر والأوان عندنا فرحة كبيرة منذ ايام الطفولة ونحن نستقبل الخروف المأسوف على عمره ونأكله ونشربه يومين أو ثلاثة قبل ما نودعه الى مثواه الأخير ونحن فرحانين، الى أن جاءت الأيام بما لا تشتهى الأنفس وأصبح البيه الخروف معكوفا عن الغلابة وما فوقهم حين وصل سعره 3000 جنيه أو يزيد لأسرة لم يتجاوز دخلها رقبته فمن أين لهم بالمزيد ! ما علينا فالأسعار ارتفعت على كل المستويات ولن نلقى باللوم على هذا الخروف المسكين ، انما الشيء اللافت للنظر فعلا أن تجد قطيعا من الخرفان يجوب شوارع العاصمة بكل زهو وخيلاء لا يهابون الزحام ولا حتى غرامة حزام الأمان ، وفى حادثة هى الأولى من نوعها ضبطت مجموعة من الخرفان تلاحق مواطنا غلبان وهو يهرول مسرعا للاختباء منهم بينما تتعالى أصواتهم « بالمأمأة» فاشتدت على أعراض الفضول وغدوت أبحث عن مترجم ليفك تلك الشفرات الغنمية المستعصية، ووجدته بالقرب من ميدان رابعة العدوية وبعد أن حصل على حقه فى النقود وتابع الموقف المشهود قال : هذه الخرفان تقول بعلو صوتها مين يقدر علينا ده احنا انتشرنا وملينا ارجاء المدينة مااااااااء مااااااء ! فامتعضت كثيرا حين تفوق الحيوان على الانسان ، لكن فى الحقيقة سرعان ما تداركت الموقف وهامستنى نفسى ولما لا ؟ بعد أن توصلت نظريات العلم الحديث لاستنساخ النعجة «دوللي» سنة 1996 م فى محاولة جادة لزيادة الثروة الحيوانية لم نكن نعلم حينذاك أن نظريات الإرهاب الحديثة سوف تستنسخ عام 2014 م الخروف «داعش» لزيادة الثروة الإخوانية الأمريكية المشتركة ! ولم يجل فى خاطرنا أن هذا الكائن الداعشى سوف يذبح المئات من البشر ليمنح الغنم صك العفو من الألم فيتباهى الحيوان بأنه أرقى من انسان يستحل الرقاب ويحتسى الدماء بلا أدنى عناء . عزيزى الخروف لقد ضحينا بك طويلا ولكن بأمر السماء ، أما الآن بعد أن أصبحت الأرواح ضحايا للخرفان الجبناء بلا حياء فاسمح لى أن أقول لك « لا تعايرنى ولا أعايرك ده الدبح طايلنى وطايلك» فلا داعى لكل تلك الخيلاء وتذكر أننى حين كنت أضحى بك كنت تذهب للفقراء والأشقياء – الله يرحم زمان وأيام زمان – أما الآن فأنت تتراقص فرحا على أصوات المولوتوف التى تحصد أرواح البسطاء لتتبعثر أشلاؤهم فى الخلاء . ومع هذا فلن أستسلم للألم وسأحيا دوما على بارقة أمل .. ربما تتحقق فى العام المقبل وتصبح مرة أخرى أضحية متاحة – على الأقل -للأسر المرتاحة .... عيد سعيد وعمر مديد وأمل جديد وأهم حاجة إن مصر حديد