قرأت باهتمام ما كتبه الأستاذ محمود مراد في الأهرام .. عن استخدام الطمي المترسب أمام السد العالي في عمل طبقة طينية تراوح سمكها بين 10 و 20 سم فوق الأراضي الصحراوية (الصحراء الغربية وسيناء ... الخ) والزراعة فوقها لتوسيع الرقعة الزراعية أفقيا .. وهو الاتجاه السائد حاليا لاستزراع 4 ملايين فدان جديدة وأن ذلك سيختصر المدة اللازمة لاستصلاح الأرض الصحرواية لتصبح صالحة للزراعة في سنة واحدة أو اثنين بدلا من مدة تتراوح بين 5 و 10 سنوات بالطرق التقليدية. وأثار هذا الاقتراح البناء تفكيري فاستعنت باثنين من خبراء الري في مصر لبحث هذه الفكرة فتحمس الأول لها .. وأضاف إليها استخدام النقل النهري (صنادل نهرية) في نقل الطمي من أسوان إلي مناطق استصلاح الأراضي الجديدة. وأشار الثاني (وكان متحفظا لم يكن معارضا) إلي النقاط التالية: { تمتد بحيرة ناصر لمسافة 500 كيلو مترا أمام السد العالي (350 كم داخل مصر و 150 كم داخل السودان) بعرض متوسط 10 كيلو مترات .. والمهم أن معظم ترسيب الطمي يبدأ حدوثه في بحيرة ناصر داخل الأراضي السودانية ويتناقص الترسيب تدريجيا حتي نصل لأقل كمية عند السد العالي نفسه. { الطمي موجود علي أعماق سحيقة واستخراجه تكنولوجيا يحتاج لجهد كبير فتكاليف المتر المكعب منه يجب حسابها عن طريق مكاتب متخصصة بدقة. { استخراج الطمي من مناطق علي الحدود المصرية السودانية يحتاج لاتفاقات ثنائية ودولية. { أن السودان أعلنت فعلا إنشاء أكثر من سد علي النيل الرئيسي في أراضيها (مثل السد العالي) .. فإذا أضفنا إلي ذلك انشاء سد النهضة بإثيوبيا، فإن المستقبل القريب ينبيء بتقليل كميات الطمي الواردة لمصر ولا يمكن الاعتماد في مشاريع طويلة الأجل علي هذا الطمي المتناقص تدريجيا من الآن فصاعدا. الموضوع جدّ خطير ومهم .. ورأيت أن أوضح آراء الخبراء ،الذين لم يمانعوا (حتي المتحفظ منهم) في تنفيذ هذه الاقتراحات المطروحة إلا أنهم أشاروا إلي أهمية عمل المزيد من الدراسات المتأنية والجدوي الاقتصادية من المشروع. د.نبيل فتح اللَّه الأستاذ بهندسة الأزهر