انهمرت عيوني وغرقت بدموعي وانخلع قلبي وغادرت روحي ، فا للمرة الأولي ينفرد قراري بلا حسابات ، وأسافر بلا أختام، وتسابق جوارحي نفاثات وسفن وحافلات ، فما أبدع تحقيق الآمال وتلبية أوامر الخالق وبديهيات الإنسانية وأخلاق العروبة وإراحة الضمائر وإجابة المتلهفين ورجاء المتعبدين واستعاطف الساجدين لتلبية صراخ الأطفال والنساء والشيوخ والبشر والحجر والنبات والحيوان والجامد من أًهوال الهلاك الصهيوني في غزة الكرامة بإشراف شياطين الإنس علي موائد الإفطار العربية والإسلامية المغموسة بالدم ، ووسط تجاهل دولي متآمر وتعتيم إعلامي وغياب الأدعية في تراويح رمضان بنصرة المظلوم. أهلنا في غزة يعيشون علي خارطة فلسطين مغتصبة الزمان والمكان والهوية يواجهون معاديين لله ورسله مع تخاذل الأحباب وعجز المواقف إلا تنديدا وشجبا واجتماعات دبلوماسية بلا أنياب أمام محتل القرون الحديثة منتهكي الأعراف والقوانين والشرائع وقتلة الأنبياء، إلا بالضغط علي الفريسة لتجريدها من صراخ المقاومة من آلم الاحتلال وذل الحصار ودفاع النفس وتكبيل الحريات بحجة حقن الدماء ، ومساواة القاتل بالقتيل وقول آه من شدة الألم ومرارة التنكيل الإنساني ، وشرف مقاومة الموت دفاعا عن الوطن والعرض والولد ، ومجاراة شرط أعداء البشرية بتجريد سلاح المقاومة قبل وقف العدوان وهم "كاذبون" وتصديق المستحيل بصدق منتهكي العهود عبر الزمان ، فبدلا من مساندة أبطال يسطرون ملامح الإعجاز بإعتراف المعتدي ورعبه بملاجئ الملاذ وإنهيار أسطورته المزعومة ، إلا بترديد عملاءه بشيطنة المقاومة وحتمية الاستسلام والشماتة بأعداد الأكفان ودماء آلاف المصابين وملايين المشردين بل والشد علي يد القاتل وحسبي الله ونعم الوكيل . الجميع هنا يصرخ وا إسلاماه حجارة البيوت المتهدمة علي أجساد أطهار الكون تنادي يا معشر المسلمين والعرب إين نخوة الضمير وذاكرة مجد عين جالوت وحطين وأكتوبر واشباه صلاح الدين ويبيرس وعزائم الأحرار بالأوطان لما التكاسل وخنوع المستضعفين وتواطؤ الضعفاء وخيانة الغرباء أمام أعداء التاريخ أبناء صهيون الذين في الاقصي يلهون بسقوط أطفال فلسطين، إين الرجولة والشهامة والنخوة العربية والإسلامية الذين رباهم نبينا محمد صلي الله عليه وسلم، إلا تخجلوا من أبطال غزة الصامدة أمام أقزام اليهود بأسلحتهم المدمرة، إلا كفي ونحن في شهر الصيام وعيد الفطر تنديدا وحصي أعداد الأكفان للشهداء وآلاف المصابين والمنازل المدمرة عبر تلفاز، نبكي أطفالها ونرثي أطلالها ونشجب مجازر بإرسال غذاء ودواء وأطباء بإستحياء ونخلد للنوم ، فإلي متى ستصمد غزة الصامدة ، دون الاعتراف أن قضية فلسطين وتحريرها تبقى أسمى من أي خلافات عربية أوإقليمية أو داخلية .. كنت أريد التهنئة بالعيد ولكن وجع القلب يستحي من فرحة ممزوجة بذل عجز عربي وإسلامي أمام بطولة أهلنا بغزة. [email protected] لمزيد من مقالات محمد مصطفى حافظ