فى قاعة صغيرة وسط حديقة، كان هذا العرض الذى شاهدته لك هذا الأسبوع قبل العرض أقدم لك هذا المسرح، وهو مسرح يطلق عليه «القاعة»، ويتبع مسرح الشباب الذى أعده بعد أن ترك مكانه الأصلى فى مسرح السلام. المهم.. القاعة هى فعلا مسرح صغير أعده مسرح الشباب ليقدم عروضه التى تقريبا مستمرة طوال الوقت. فماذا عن العرض الذى شاهدته لك فى هذه القاعة؟ عرض يحاول فيه المسرح أن يضع بسمة أو ضحكة مما يحتاجه الإنسان بصفة عامة، فكان أن اختار المخرج عزالدين بدوى أحد النصوص الفرنسية القديمة التى دائما تدور فى القرن الماضى وما قبله من مفارقات بين الزوج والعشيقة، والزوجة والعشيق. الكل يخدع الآخر، لتأتى لنا البسمة من المفارقات والمواقف التى تفضح الجميع فى النهاية. مع هؤلاء الأشخاص، هناك الحرامى.. الصادق الوحيد الذى يعترف بجرمه، فهو حرامى لا ينكر هذه التهمة، والتى يدلك عليها بأنه يحمل شهادة تقول: إنه سجن بسبب السرقة. منزل أنيق خال من ساكنيه، يدخله الحرامى لينتقى ما يخف حمله وغلا ثمنه، ولكن يداهم المنزل أحد أصحابه ومعه العشيقة، وبعد فترة تصل زوجته إلى المنزل لتجد الزوج مع امرأة أخرى، ولكن هى أيضا بعد فترة يصل عشيقها ليجتمع كل الخونة، وتأتى المفارقة من الحرامى الذى يتأخر على زوجته، فتذهب إلى المنزل لتكتمل الصورة، وهى صورة بالفعل تحمل البسمة بل الضحكة أحيانا. اسم المسرحية التى كتبها «داريوفو» هو «اللص الفاضل»، وحول هذا الاسم المخرج إلى «هو فيه كده»، وهو بالفعل يصعب أن يتم فى الواقع بهذه الصورة. المخرج قدم حركة جيدة للممثلين، واستطاع خلال ساعة واحدة أن يقدم العرض، وهى المدة المناسبة لمثل هذه العروض. هناك موسيقى جيدة مع خطوات الحرامى، وهو فى الواقع يعد البطل الحقيقى للعرض، واختياره من المخرج كان موفقا للغاية. أيضا كان أداؤه وهو مجدى عبيد متميزا، يحمل الحركة المناسبة، والتعبير المتوافق مع المشهد بحرفية ملموسة ترشحه لأن يكون دائما فى مثل هذه الأدوارالكوميدية. أمامه زوجته نيفين، إنما دورها أقل منه، لكنها أجادته باحتراف ممثل جيد. محمود البنا، اختياره من المخرج، وبالمناسبة هو أيضا صاحب الرؤية.. اختياره جاء مناسبا من جانب الشكل.. فهو يحمل سمات الشاب الأنيق الذى يجمع بين الزوجة والعشيقة، لكن فى الواقع أداءه أضر به الصوت المرتفع دون مناسبة بمعنى ما يقال فى المسرح «أوفر»، أى أنه كان مبالغا فى الأداء. فى النهاية.. تحية لمدير المسرح الذى يعمل باستمرار، وهو حلمى فودة، وأيضا لرئيس البيت الفنى فتوح أحمد، ولا أنسى معتز مغاورى مساعد المخرج الذى يعمل فى صمت.