منذ سنوات بعيدة مضت؛ كانوا يطلقون على كل من يصاب بضعف أو عجز، فى إحدى الحواس الخمس؛ أو فى إحدى القدرات الطبيعية التى يولد ويتمتع بها الناس جميعا- ولا حرمهم الله منها أبدا كانوا يطلقون عليه اسم أو لقب أو صفة (المعاق) أو (المعوّق) - بفتح الواو المشددة -، ثم اعترض الكثيرون من المعوقين وغيرهم على هذه التسمية وطالبوا بتغييرها، وفعلا تحقق لهم ما طالبوا به فأطلق على كل من أراد الله أن يأخذ منه إحدى الحواس أو القدرات ليضاعف له فى قوة وقدرة حواسه وقدراته الأخرى – أطلقوا عليه- اسم أوصفة( أصحاب الاحتياجات الخاصة)، ولو أحسنوا لسمو (أصحاب القدرات الخاصة)، وبحسب رأيى البسيط ورؤيتى المتواضعة، فان كلمة(المعوّق) - بفتح الواو المشددة- هى كلمة عادية جدا لا تستحق الهجوم عليها أو رفضها والمطالبة بتغييرها، لأن ضعف أو فقد الإنسان لإحدى حواسه أو قدراته (يعوّقه)عن أداء بعض الأعمال التى يؤديها غيره من الأصحاء، وكلمة(يعوّقه) بمعنى يمنعه أو يقلل من أدائه لهذه الأعمال فقط، لكنه لا يقلل أو يمنع قيامه بأعمال أخرى وكثيرة غيرها.. وعدم قدرة (المعوّق) على القيام ببعض الأعمال لا يسىء إليه ولا يقلل من إنسانيته بحال من الأحوال، لأن عدم قدرته هذه ليست بسبب كسل أو إهمال منه، ولكنها بإرادة الله الذى لا راد لإرادته.. وأما لقب أو وصف (ذوى الاحتياجات الخاصة)، فهو لقب ووصف يمكن إطلاقه على كل الناس، وان بحثت فلن تجد إنسانا واحدا يعيش على هذه الأرض دون أن تكون له احتياجاته العامة والخاصة معا، فالطعام والشراب والعمل والحب والنوم وحتى التسلية والترفيه وغيرها؛ هى احتياجات ضرورية جدا ولا يمكن أن يستغنى عنها أى إنسان طبيعى فى هذا العالم الذى نعيش فيه.. ومن هنا فكرت وقررت أن أكتب هذه السطور مقترحا أن نطلق اسم أو لقب (الأقوياء الصابرون) على كل من حرمته إرادة الله من إحدى الحواس أو القدرات الطبيعية المختلفة، خصوصا على كل من يعيش متقبلا لإرادة الله، سعيدا بما عنده من إمكانات وقدرات أخرى؛ متفائلا وآملا فى الغد الأفضل؛ وعاملا بكل الحب والجد والاجتهاد لتحقيق الحياة الأجمل لنفسه ولمن حوله.. وأرجو أن أعرف رأى القراء الأحباء فى هذا الاقتراح.. والله الموفق.