لم يكن الإعلام الرياضي بعيدا عن الأحداث الدموية التي شهدتها بورسعيد وراح ضحيتها أكثر من74 مشجعا ومئات الجرحي, لتدخل مصر السبق العالمي في ضحايا مباريات كرة القدم, وما حدث بالأمس القريب يذكرنا بما حدث بالأمس البعيد عندما حول هذا الاعلام مباراة كرة قدم بين مصر والجزائر الي معركة حربية حشد وعبأ لها الجماهير حتي كادت بالفعل تقوم حرب بين دولتين عربيتين بسبب مباراة كرة قدم. ومن يتابع القنوات الفضائية الرياضية يجدها ليست رياضية بالمعني العام, بل هي خاصة بكرة القدم, وتعتمد علي الدوري المصري لكرة القدم فقط, رغم أنه دوري هزيل لم يفرز منتخبا تدخل به مصر كأس العالم إلا مرتين منذ ثلاثينيات القرن الماضي, ولفقر المادة المقدمة, فإنها قد تظل تتحدث لمدة6 ساعات عن مباراة مدتها90 دقيقة ملء فراغ الإرسال. ربما كانت كرة القدم هي الدجاجة التي تبيض ذهبا لهذه القنوات, فهي تعتمد عليها في جلب الإعلانات, وكلما كانت نبرة القناة أعلي جذبت عددا أكبر من متعصبي الكرة, حتي تزيد نصيبها من كعكة الإعلانات. وإذا شاهدنا مذيعي هذه القنوات نجدهم مجرد لاعبين سابقين ليس فيهم من درس الإعلام أو مارسه, ولذلك يحرص الكثيرون منهم علي زيادة التعصب وتأجيج الفتنة وشحن مشاعر الجماهير مما يزيد الاحتقان. ومن المبكيات أن أحدهم إستنكر ايقاف الدوري أو إلغاءه بحجة أن هناك أسرا تعيش من كرة القدم ولم يحترم دماء المصريين التي لم تجف بعد لكي يزيد من دخله بالملايين ولو علي جثة الوطن نفسه. إننا في حاجة الي تطهير الاعلام الرياضي من الدخلاء عليه, الذين يقدمون معالجات غير مسئولة, واتفق مع البيان الذي أعلنته نقابة الإعلاميين بتشكيل لجنة مستقلة لتقييم الأداء المهني للإعلاميين تضم خبراء وأكاديميين والالتزام بميثاق شرف إعلامي يتوافق عليه الإعلاميون ويتم من خلاله محاسبة الإعلاميين واتخاذ خطوات عملية لتنظيم الإعلام المسموع والمرئي العام والخاص. المزيد من أعمدة جمال نافع