نستطيع أن نوجه اتهامات بالتقصير وحتي بالتعمد لكل الأطراف بعد حادثة استاد بورسعيد وكل حادثة مشابهة يداس فيها القانون تحت الأقدام, ونستطيع أيضا إلقاء التهمة علي الفلول واللهو الخفي ومساجين طرة وحسني مبارك الملقي علي سريره. !!, ونستطيع أن نتهم العسكر بكل اتهامات قتل المصريين للبقاء في السلطة كما تدعي فضائحيات الفتنة!!, لكن ذلك لن يحل المشكلة ولن يخرج بالبلد من أزمته أو أزماته المتلاحقة, لن يحلها مادمنا قد بقينا علي حالنا من القاء التهمة علي شماعة الآخرين دون أن ننظر في أنفسنا وما نفعله ببلدنا, لن يحلها مادام كل منا قد تخلي عن مسئوليته تجاه هذا البلد الذي ولدنا علي ترابه وسنعود اليه في النهاية, لن يحلها إذا تغاضينا بقصد أو غير قصد عن تحول سلوك المصريين وأخلاقهم علي هذا النحو العدواني والهمجي الذي لم يعد يحترم القانون والأخلاق والأعراف, لن يحلها مادمنا نستن السنن السيئة ثم نلوم الآخرين حين يتبعوننا, لقد استن المصريون وقادهم الثوار في اعتصامات الميادين التي لا تنتهي سنة الخروج علي القانون في أي وقت وفي أي مكان, حتي اننا بتنا نشاهد حوادث قطع السكك الحديدية والأهوسة علي أنها أحداث طبيعية بعد الثورات كما يقول لنا أساطين الثوار!!, وعندما يكون الحادث جللا يخرج علينا هؤلاء الاساطين متهمين المجلس العسكري والأمن بالمسئولية, وإذا تصدي الأمن والجيش للخارجين علي القانون( والمظاهرات لها قانون ايضا لا يحترمه احد) تنهال الاتهامات والمحاكمات باستخدام القوة المفرطة!, ويتباكي هؤلاء علي بقاء قانون الطوارئ الذي لا يفرض أصلا إلا في مثل هذه الظروف!! كيف بالله عليكم يتصدي الأمن أو الجيش لهؤلاء بدون عنف وشدة اذن؟؟, كيف يتصدي الجيش والشرطة لهؤلاء بدون قانون طوارئ؟؟ والغريب أن كل ضيوف القنوات الفضائحية الذين يتهمون المجلس العسكري والشرطة بأنهم هم من دبر أحداث بورسعيد هم في الحقيقة سبب رئيسي من أسباب تلك المآسي, يا ضيوف فضائحيات الفتنة.. أنتم ستتم وشرعتم للخروج عن القانون وقلتم إن للشارع شرعية تماما مثل شرعية البرلمان أن لم تزد عليها!!, وإن من حق الثوار ان يتظاهروا ويعطلوا المرور وقتما وكيفما وأينما يريدون بحجة أن التظاهر حق من حقوق الإنسان, فاجنوا اذن مازرعت ايديكم, صحيح ان الحرية حق من حقوق الانسان لكن الحرية في مصر باتت فوضي كاملة, وحينما يتصدي الأمن أو الجيش للفوضويين يحال للمحاكمة بتهمة التعدي علي الخارجين علي القانون!!, ابحثوا ياناس عن المحرض علي كسر هيبة الدولة منذ11 فبراير2011 وإلي اليوم, فهو المحرض والمسئول عن معظم هذا الذي يجري, ولا يحدثني أحد عن الفلول وهذا الكلام الفاضي, فلو كان الفلول يملكون تلك القوي الخارقة لما كانوا في السجون!!. الحقيقة أن البلد فلت عياره من جراء كسر هيبة الدولة والأيدي المرتعشة للأمن, لقد غاب القانون برغبة الثوار والإعلام الكاذب المنافق, وها نحن نجني الثمار!!, الحرية يا ناس ليست قيمة مطلقة لمن يريد أن يفعل ما يشاء وقتما وأينما يشاء, الحرية قيمة مقيدة بالقانون الذي يؤطرها, ذلك القانون الذي يحمي القيمة المطلقة الحقيقية التي يجب ان نبحث عنها جميعا وهي قيمة العدل, فالعدل أسمي من الحرية, وحرية بلا عدل هي فوضي تؤدي في كل الأحوال لظهور الطغاة, وعودة عصور الهمجية الأولي, ولا حل سوي تطبيق القانون علي الجميع بلا استثناء ثوار وغير ثوار. د. أحمد الجيوشي أستاذ الهندسة الميكانيكية جامعة حلوان