تأملت تقريرا أصدرته منظمة «أنقذوا الأطفال» السويدية ونشره موقع «هنا صوتك» يتحدث التقرير عن وضع أمهات العالم فى 178 دولة من حيث الوفاة المبكرة للأمهات، ومعدل وفيات الأطفال تحت سن الخامسة، وعدد سنوات الدراسة ومتوسط الدخل القومى الإجمالى وإمكانية التعامل مع الكوارث فى حالات الطوارئ والتمثيل السياسى للمرأة، ويصنف التقرير أفضل وأسوأ الدول خلال ال 15 سنة الأخيرة، كما يظهر الصعوبات التى تواجهها الأمهات نتيجة الحروب الأهلية فى الصومال وليبيا وسوريا، وتأثير القتال الدائر هناك على الحالة الصحية والنفسية للأم خاصة الحامل والمرضعة. ما يهم مصر أنها جاءت فى المرتبة 117 أى فى الثلث الأخير من القائمة، وإذا استبعدنا الوفاة المبكرة للأمهات ومعدل وفيات الأطفال قبل الخامسة من أسباب هذا الترتيب المتخلف حيث إن الدولة مهتمة بهذا الجانب اهتماما لا بأس به منذ 20 سنة تقريبا فإن بقية المؤشرات تنطبق علينا بامتياز فتسرب البنت من التعليم الإلزامى على سبيل المثال نسبته كبيرة مقارنة بالبنين خاصة فى الريف، أما التمثيل السياسى للمرأة فحدث ولا حرج عن فشلنا فيه بعد ثورتين كبيرتين رغم الوعى السياسى الرائع والحس المرهف للمرأة المصرية الذى جعلها تتحرك ككتلة واحدة بعقل جمعى لإنقاذ وطنها من براثن إرهاب، وحرب أهلية كان ممكن أن تجعلها مكان الصومال فى المرتبة الأخيرة من التقرير، من يقرأ مشهد حشود المرأة منذ هرعت إلى الشوارع فى 30 يونيو تزأر كالأسود لحماية هويتها وأمن أسرتها واستقرار وطنها ثم الإصرار على التكتل وتفويض الجيش لمحاربة الإرهاب، ثم نصرة الدستور حتى المشهد الأخير المتوج لكفاحها الذى أتى برئيس ترضاه لبلدها وتتوسم فيه الخير والصلاح يحزن فعلا أن يكون حالها كما جاء فى التقرير لأنها تستحق مكانة ليست أقل من فنلندا التى جاءت كأفضل أمهات العالم. إنها حقا البطل وراء كل نضال فى مصر منذ يناير 2011 والضحية صاحبة الدم الأرخص. لمزيد من مقالات سهيلة نظمى