منذ عامين استطاع المرشح الرئاسى حمدين صباحى أن يحصد توكيلات أكثر من 40 ألف شخص للترشح لانتخابات 2012، بينما حصل على نحو 30 ألف توكيل فى الماراثون الرئاسى لعام 2014، رغم أن أنصاره أطلقوا عليه مرشح الثورة، فما الذى تغير فى مزاج الناخبين؟ وما العوامل التى تؤثر فى اختياراتهم؟ فى البداية يقول الدكتور عمار على حسن الباحث فى علم الاجتماع السياسى إن هناك دراسات فى علم النفس الاجتماعى ومؤشرات واضحة نستقيها من خبرة عام كامل بعد الثورة، حيث تبين أن المواطن المصرى عاطفى بطبعه، وحالته النفسية قد تنقلب من النقيض إلى النقيض فى وقت قصير جدا، والذى يدل على ذلك هو التعاطف مع مبارك بمجرد إلقاء خطاب حافل بالأكاذيب عن رغبته فى أن يموت فى بلده، ثم كراهيته ومقته بعد ساعات إثر وقوع «موقعة الجمل»، ثم النزول بعد أيام بالملايين إلى الشوارع للاحتفال برحيله. ويوضح د.عمار: أنه لاتزال هناك قطاعات عريضة من المواطنين متحيرة بين السيسى وصباحي، وهو ما تدل عليه بعض استطلاعات الرأي، حيث تبين أن هؤلاء يشكلون نسبة تصل إلى 50% ممن لهم حق التصويت، حسب استطلاع أجراه مركز «بصيرة» الشهر الماضي، والذى بين أن 39% حسموا أمرهم بالنسبة للسيسى و1% لصباحى وهناك 60% مترددون، بينما كان من حسموا أمرهم بالنسبة للسيسى فى استطلاع سابق للمركز نفسه يصلون إلى 51%، مما يدل على أنه شعبية الرجل تنزف فى اتجاه التردد وليس بالضرورة نحو منافسه، الذى تبقى أمامه فرصة جذب هؤلاء بقدر ما توجد أمام السيسى فرصة استعادتهم. ويعلق الدكتور مصطفى الفقى المفكر السياسى على ذلك قائلا: إن المناخ السياسى والمعطيات العامة تغيرت، كما أن الخريطة السياسية اختلفت عن الماضي، فخلال انتخابات 2012 كان للإخوان دور كبير فى العملية السياسية، أما الآن ومع التحول الكبير فى العمل السياسي، فإن الوصول إلى مقعد الرئيس يحتاج إلى قناعة الناخب بشكل أساسى بمرشحه، وموافقة شعبية وجماهيرية كبيرة. ويضيف: أن عدد التوكيلات الخاصة بكل مرشح لا تدل على شعبيته ، ولا تحسم النتيجة لمصلحته أو ضده، لأن العبرة بالذهاب إلى صناديق الاقتراع واختيار المرشح. ويرى الدكتور قدرى حفنى أستاذ علم النفس السياسى بجامعة عين شمس أن مزاج الناخبين على مستوى العالم يتغير، ولا يخضع لوتيرة واحدة، وذلك وفقا للمتغيرات التى تطرأ على الحياة السياسية بشكل عام، ولا يمكن حصرها فى فترة معينة، لأن ميول الناخبين تتغير بمرور الوقت ، كما أن استراتيجية التصويت تختلف من مرحلة إلى أخرى وفقا للمناخ السياسي، ولا نستطيع أن نحكم على شعبية المرشح بعدد التوكيلات التى جمعها، لأنه من الممكن أن تكون هناك فئات متعددة لم تحرر توكيلات لمرشحها، بينما ستختاره فى استمارة التصويت . ويقول الدكتور أيمن شبانة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن فكرة التحول المزاجى للناخبين تتوقف على قدرة كل مرشح للرئاسة على جذب المواطنين للتصويت له، فمثلا عندما رفع حمدين صباحى شعار «واحد مننا» جذب إليه البسطاء والعمال والفلاحين ومتوسطى الدخل، واستطاع أن يحصد نحو 20% من أصوات الناخبين فى انتخابات 2012. ويضيف شبانة أن انتخابات 2014 لها ظروف مختلفة، حيث إن المرشح المنافس أطلق عليه عدد كبير من المواطنين أيضا شعار «واحد مننا»، وذلك عقب انحيازه للشعب، وتعريض حياته للخطر لمصلحة المواطن، وتحمل المخاطر من أجل إرضاء أعداد كبيرة من المواطنين التى خرجت فى 30 يونيو. أما الدكتورة منى مكرم عبيد أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية فتقول: إن المزاج العام للمواطنين تغير أكثر من مرة بعد ثورة يناير، فى ظل التحولات السياسية السريعة التى لحقت بالبلاد، لذلك فإن تأرجح اختيارات الناخبين، يحتاج إلى رصد وتحليل للوصول إلى نتائج واضحة بشأن ميول المصريين، وما هى العوامل الأكثر تأثيرا على اختياراتهم؟