تعانى المرأة الأرق المزمن أكثر من الرجل، حيث إن هناك ارتباطا قويا بين أحداث الحياة اليومية واضطرابات النوم لديها مقارنة بالرجال، كما يعد الاكتئاب والقلق من أهم العوامل التى تزيد نسبة الأرق عند النساء أكثر منه عند الرجال، والقلق مرتبط أيضا بفسيولوجية الإخصاب عند المرأة. فقد كشفت الدراسات_ بواسطة القياس والمتابعة_ أنه لايوجد دليل على حدوث تغيرات مهمة فى فاعلية مشاكل النوم خلال الدورة الشهرية، ومع ذلك فإن أهم الأعراض المرتبطة بها لها علاقة بمتلازمة ماقبل الدورة الشهرية مثل الشد العضلى والصداع وانتفاخ البطن، وأوضحت هذه الدراسات أن اتباع نظام غذائى جيد يخفف من هذه الأعراض وبالتالى يحسن من كيفية النوم, وقد يكون استخدام المهدئات والمنومات مفيدا أثناء فترة التبويض حيث يزداد القلق والاكتئاب، مما يزيد من الأرق واضطربات النوم وخاصة لدى المرأة التى تعانى متلازمة ماقبل الدورة، و إعطاء بعض مضادات الاكتئاب قد يعمل على تحسين الأعراض النفسية المصاحبة لتلك الفترة ومن ضمنها الأرق. هكذا بدأ د.مجدى دهب أستاذ الأعصاب بكلية الطب جامعة الأزهر وعضو الأكاديمية الأمريكية للأعصاب، وأضاف: يحتاج الإنسان عادة ما بين 6و 8 ساعات من النوم خلال الليل، مع الأخذ فى الاعتبار أن هناك فروقا فردية واضحة فى هذا الاحتياج قد تستدعى عمل اختبارات تشخيصية، واضطراب النوم قد يكون على شكل الأرق (وهو صعوبة الدخول فى النوم أو الاستمرار فيه) أو النوم الزائد عن حده، ويبدو هذا الاضطراب بشكل واضح أثناء الحمل حيث تبدأ شكويالمرأة من اضطراب النوم بصفة خاصة فى بداية الحمل ويستمرالاضطراب فى الزيادة كلما تقدم، وبقياس كمية النوم خلال الحمل نلاحظ زيادة فى فترات النوم فى الثلث الأول و الثلث الأخير منه ونقص فى عمقه، وهذه التغيرات تظهر كنتيجة للتغيرات الفسيولوجية والهرمونية المصاحبة للحمل مثل التغيرات فى مستوى الهرمونات الجنسية وهرمونات الحليب و الكورتيزون وتغير فى تنظيم حرارة الجسم وزيادة حجمه، ومعظم الشكاوى التى تؤدى الى اضطرابات النوم خلال الحمل هى ثانوية طبقا لتغيرات الحمل مثل آلام الظهر والبطن وحركة الجنين وشد فى عضلات الأرجل وحركة فى فم المعدة, ومعظم النساء تقاوم علاج الأرق بالعقاقير أثناء الحمل رغم أن التدخلات غير الدوائية يمكن أن تساعد فى تحسين النوم مثل المحافظة على وقت ثابت للنوم واليقظة، والذهاب إلى السرير للنوم فقط، مع تقليل فترة النوم أثناء النهار قدر المستطاع، وتجنب المنبهات مثل الشاى والقهوة، واللجوء إلى تمارين الاسترخاء مثل التنفس المتدرج، والتقليل من السوائل قبل الذهاب إلى الفراش بعدة ساعات، و أن تكون درجة الحرارة ملائمة والإضاءة مناسبة فى غرفة النوم، فكلها عوامل تساعد على النوم الصحي. ومن جانب آخر يشير طبيب الأعصاب إلى أن هناك بعض العلاجات غير الدوائية أو بعض الإرشادات لمنع وتقليل اضطرابات النوم التنفسية تتضمن تجنب زيادة الوزن مع تعديل وضع النوم ورفع الوسادة بزاوية 30 درجة، وبالنسبة للعلاج الدوائى هناك بعض العقاقير التى تستخدم فى علاج اضطرابات النوم أثناء الحمل ولكن بحذر مثل استخدام مضادات الهييستامين أو المنومات من غير” البنزوديازبين”. أما عن فترة ما بعد الولادة فتحدث للمرأة بها تغيرات عديدة بالإضافة الى التغيرات الفسيولوجية والهرمونية، مثل تغيرات فى نمط الحياة وطريقة النوم والمسئوليات والعلاقات الشخصية، كل هذا يمكن أن يؤثر على شكل وكيفية النوم، واللواتى يضعن مولودا لأول مرة يحدث لهن اضطراب فى النوم لمدة عام أو أكثر، ونبه إلى أنه يجب أن نولى اهتماما خاصا لاكتئاب وذهان ما بعد الولادة والذى تزداد شدته بين الشهر الثالث والخامس من الولادة ، وأهمية معالجة هذه الحالات بسرعة من قبل الأطباء ولكن بحذر. ومن الملاحظ أيضا أن عدد ساعات نوم المرأة تقل خلال وبعد فترة «انقطاع الدورة الشهرية» لكن الدراسات لم تؤكد ذلك، والأطباء لايفترضون أن الشكوى المتعلقة بالنوم ناتجة عن أعراض تلك المرحلة، وأن وجود شكوى من النوم فى هذه المرحلة ترجع الى اضطرابات النوم الأساسية واضطربات المزاج بشكل عام نتيجة التغيرات فى نمط الحياة اليومية والوضع الصحى التى يمكن أن تسهم فى نقص فترة النوم، ومن الممكن اعتبار الأسباب المؤدية للأرق المصاحب لهذه المرحلة وما بعده هى اضطربات المزاج واضطربات النوم التنفسية، حيث ان اضطربات النوم المرتبطة بتقدم العمر متشابهةعند الرجال والنساء.