ما يتعرض له أصحاب المعاشات فى مصر هو نوع من القهر والإذلال والإذعان والإهانة لماذا؟ على مدى سنوات طويلة من خدمة الموظف سواء فى الحكومة او القطاع الخاص تحصل الدولة على نسبة من الراتب، فضلا عن نسبة أخرى من المنشأة التى يعمل بها مقابل الاشتراك فى التأمينات والدولة هى التى تحدد أيضا ما يحصل عليه الموظف عند الخروج الى سن المعاش، فان لم يكن هذا إذعانا فما هو إذن؟ المفترض فى المبلغ الذى يحصل عليه صاحب المعاش أن يوفر له الحد الأدنى من الحياة الكريمة التى تحفظ له إنسانيته، لكن الحاصل الآن انه لا يأخذ سوى الفتات من معاش هزيل يجعل من صاحبه ضعيفا ومحتاجا خاصة اذا كان لايملك أى مصدر آخر للدخل، فلماذا لا يحصل على 50% على الأقل من اجمالى الدخل للسنة الأخيرة له فى الخدمة وليس من اساسى الراتب؟ طبيعة الأمور أن أى انسان يصل الى سن المعاش لن يكون فى مقدوره أن يحقق مكاسب مالية مثلما كان شابا، بالاضافة الى أن هذه المرحلة غالبا ما يتعرض فيها للمتاعب الصحية وامراض الشيخوخة وبالتالى مضاعفة الانفاق على العلاج، فضلا عن متاعب المعيشة والأسعار التى لا تتوقف على الزيادة.. فأيهما أحق بالرعاية من هم فى الخدمة أم من خرجوا إلى المعاش؟ ولماذا لاتسمح الدولة بالمنافسة مع القطاع الخاص لتقديم عروض وخدمات تأمينية متميزة للمعاشات تنهى هذا الاحتكار الغبى الذى تدفع ثمنه شريحة من المجتمع هى الأولى بالتكريم والعطف والاهتمام؟ فاصل قصير: الى متى تستمر هذه السلسلة من المظاهرات والاضطرابات والدماء والضحايا التى تهدد استقرار الوطن.. اللهم احفظ بلادى ويعود اليها الأمن والأمان.