تحقيق علاء سالم : ظاهرة جديدة تثير جدلا واسعا في الوسط الفني حاليا ما بين مؤيد ومعارض.. وهي الاستعانة بمديري التصوير الأجانب علي حساب الوطنيين لتصوير الأعمال الفنية.. بدأت بالإعلانات علي يد المخرج أحمد المهدي ثم تحولت إلي الفيديو كليب وفجأة إلي السينما مع المخرج شريف صبري وأخيرا وصلت إلي مسلسلات التليفزيون مع مخرج مسلسل قانون المراغي الذي استعان بمدير تصوير إنجليزي ولم يقدم أي شيء ملفت يميزه عن غيرة من المصريين.. وقد كون مجموعة من شباب السينمائيين تحالفا للوقوف ضد هذه الظاهرة علي اعتبار أنها تهدد مستقبل التصوير في مصر.. متهمين النقابة بعدم حماية الصناعة الوطنية وجاء رد النقيب الجديد حاسما صادما للبعض حيث أكد أنه ضد المنع لأن من حق شركات الإنتاج الاستعانة بالخبرات الأجنبية بفلوسهم وان النقابة فقط سوف تضع ضوابط لهذه العملية بحيث يمكن لشركات الإنتاج الراغبة في التعاون مع الخواجات في مجال التصوير أن تستعين بمدير تصوير من الخارج علي أن تلتزم بأن يكون فريق العمل المساعد له من المصريين. وفي استطلاعنا لآراء مديري التصوير المهتمين بهذه القضية تحدث د.هشام جمال أستاذ التصوير بالمعهد العالي للسينما رافضا هذه الظاهرة تماما حيث قال: إننا نملك الكوادر الفنية المؤهلة بشكل علمي وعملي.. فالطالب لدينا في المعهد يتدرب طوال فترة الدراسة بشكل متميز من خلال التطور الهائل الذي حدث سواء من خلال استديوهات المعهد أو حقول الإنتاج المختلفة في مصر من أفلام وإعلانات وفيديو كليب ومسلسلات.. ومنذ إنشاء المعهد حرصنا علي تخريج دفعات متخصصة في مجال التصوير بالذات لسد العجز في هذا المجال.. بعد أن كنا نعتمد علي الأجانب في بدايات السينما.. ثم أن التطور التكنولوجي أتاح لممارسي الفن السينمائي في مختلف التخصصات فرصة الوصول إلي أعلي مستويات التميز في الأداء.. وقد أثبتت التجربة العملية انه حينما تتوافر نصف الإمكانات المتاحة لمدير التصوير الأجنبي فإن المصري يقدم إبداعا من خلال التعبير الفني بلغة الصورة بما يعرف بالبلاغة البصرية الراقية ذات الدلالات الفنية المعبرة عن موهبة فطرية خلاقة.. ويري الدكتور هشام أن فكرة الاستعانة بمديري التصوير الأجانب تأتي من منطلق آخر لا علاقة له بالسعي وراء إيجاد صورة جيدة وانما يتمثل في خداع الجهات الإنتاجية للإيحاء بضخامة الميزانية. وهذا يعلمه الجميع.. ويري د.هشام أن الدليل علي صحة هذا المفهوم ترجع إلي تاريخ الأجانب لعدم وجود متخصصين في هذا المجال وقد تلاشت هذه الظاهرة تدريجيا مع وجود جيل من المواهب المصرية مثل عبدالعزيز فهمي وعبدالحليم نصر ووحيد فريد ووديد سري.. وغيرهم من المصورين المتميزين واليوم بعد ظهور جيل دارس ومتميز ليس من المنطقي ان تعود هذه الظاهرة من جديد. ومن جانبه أكد مدير التصوير سعيد شيمي أن الموضوع له جذور قديمة وقد تناولته في كتاب من تأليفي صدر فيه عام1997 بعنوان تاريخ التصوير في مصر.. وأنا أتساءل فقط, هل يمكن أن يذهب أي مواطن مصري للعمل في الخارج بدون الحصول علي إذن مسبق.. هذا ما يحدث في مصر علي مستوي مديري التصوير الأجانب الذين يأتون إلينا للعمل بدون الحصول علي تصاريح وبدون تسديد أي رسم نسبي للنقابة وبدون علم مسبق.. مع العلم أن مصر بها عمالقة في هذا المجال ومعهد السينما يخرج العشرات منذ إنشاءه لأن هذا الفرع من الفنون كان هو ما ينقص السينما المصرية في بداياتها ولهذا كنا نعتمد فيه بالتحديد علي الأجانب.. ولكن الآن وقد اصبح لدينا وفرة من الكفاءات في هذا المجال فلا يوجد ما يستدعي الاستعانة بالأجانب.. وعلي النقابة الجديدة أن تجد حلا مناسبا.. مع العلم بأن اقوي شيءفي السينما المصرية حاليا هو التصوير نظرا لارتفاع المستوي التقني لمديري التصوير المصريين وأيضا نظرا للطفرة التكنولوجية الهائلة علي مستوي كاميرات التصوير التي جعلت من التصوير ليس بالعملية الصعبة كالماضي. أما مدير التصوير عاطف المهدي فيري أن الموضوع كله له علاقة بعقدة الخواجة.. فمدير التصوير الأجنبي يتوفر له مالا يتوافر لمدير التصوير المصري من معدات وأجهزة وإضاءة.. ولهذا تخرج نتائج عمله بشكل مبهر.. نحن لسنا ضد عمل مديري التصوير الأجانب في مصر ولكن يجب التعامل بالمثل.. لا يجب أن نفاصل مع مدير التصوير المصري في الوقت الذي نوفر فيه كل ما يطلبه مدير التصوير الأجنبي يجب أن يتوفر لنا ما يتوافر للأجانب ثم بعدها نحكم علي نتائج العمل.. لدينا كفاءات ومديرون تصوير متميزون لدرجة أن الأجانب عندما يشاهدون إمكاناتنا ومستوي الصورة لدينا لا يصدقون أننا بهذه الامكانات البسيطة نقدم هذا المستوي الرائع.. نحن لسنا في منافسة مع الأجانب ولا هو موضوع مقارنة من منا الأفضل.. لكننا فقط نوضح أن ما يتوافر للأجنبي يمكنه من صنع مالا يستطيعه نظيره المصري.. ولكن رغم كل شيء فالحقيقة أن دخول الأجانب إلي مصر أفادنا كثيرا لأننا اكتشفنا من خلالهم أساليب جديدة ومدارس لم نكن نعرفها.. وعليه فرغم أن هناك ضررا من مزاحمتهم لنا إلا أننا استفدنا منهم بشكل كبير.. والمساعدون الذين عملوا معهم اصبحوا الآن محترفين.. نحن لدينا أزمة للعلم في مديري التصوير فالطلب علي مديري التصوير كبير جدا.. ويجب أن نعترف أن الفنان المتميز يفرض نفسه ولا يمكن الاستغناء عنه.. لكن ما أردت أن أوضحه للجميع هو أن تتحري النقابة مستوي مدير التصوير القادم إلينا حتي لا نفاجأ بأنه ضعيف المستوي وهذا حدث من قبل..