تستهدف هذه الخطة الخبيثة أيضا التقليل من قدرة المرشح الرئاسى القادم، حتى إن كان المشير السيسي، على إحداث تغيير حقيقى يفتح نافذة أمل جديدة، يطل منها المصريون على غد أفضل، وتحاول تكبيل قدرته على الفعل من خلال اصطناع هيئات ملفقة لاينص عليها الدستور، تشاركه حق اتخاذ القرار دون اعتبار لثورتين مجيدتين، أكدتا بما لايدع مجالا للشك،توافر الإرادة الوطنية على ضرورة قيام حكم عادل رشيد يحترم الدستور، ويرعى أهداف الثورة فى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ويقيم الدولة الديمقراطية. ويزيد من خطر هذا التوجه مظاهر نفاق واسعة من بعض جماعات المصالح، تسرف فى نشر صور ودعايات مجهولة تستنزف شعبية المشير السيسي، وتعيد إلى الذاكرة الوطنية صورا من نفاق قديم صنع الفرعون يحسن اختفاؤها!..، وأظن أن الرئيس القادم، خاصة إن جاء المشير السيسي، يعلم جيدا قدرات هذا الشعب وإمكاناته وحجم تصميمه وشجاعته، ويعلم أيضا رفضه الحاسم لكل صور الطغيان والاستحواذ والفساد، وإيمانه القاطع بضرورة تصحيح العلاقة بين الدين والسياسة، وضرورة عزل الجيش عن العمل السياسي، حفاظا على وحدة القوات المسلحة التى اختارت أن تتفرغ لمهامها الاحترافية، ومواجهة تحديات الأمن المصرى الكبرى فى شرق البلاد وغربها وجنوبها. ولا أظن أن المصريين سوف يطلبون من الرئيس القادم أن يستخدم عصاه السحرية كى تتغير حياتهم بين يوم وليلة لأنه لا يملك هذه العصا، ولأن غاية ما يطلبه المصريون حكم قوى عادل يسد ثقوب الفساد ويحترم الإرادة الوطنية، ويعطى نموذجا على الحكم الرشيد، أما التحديات الكبرى والمشكلات الضخمة المعقدة فسوف تظل حلولها رهنا بتلاحم الإرادة الوطنية فى بوتقة واحدة، تصهر الشعب والقيادة ومؤسسات الدولة والمجتمع المدنى فى سبيكة صلب قادرة على صنع المعجزات..، وهذا ما حدث على طول تاريخ مصرابتداء من بناء الأهرامات إلى تشييد السد إلى حرب أكتوبر المجيدة إلى ثورة يوينو التى دحرت الإرهاب وهزمته. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد