في نهاية شهر ديسمبر الماضي اندلعت في إسرائيل مظاهرات حاشدة للاجئين والمهاجرين الأفارقة المقيمين هناك احتجاجا علي تعسف السلطات الاسرائيلية في التعامل معهم ووضع غالبيتهم في السجون أو رهن الاقامة الجبرية في منشآت تشبه معسكرات الاعتقال وعدم الاستجابة لمطالبهم بتوفيق أوضاعهم حتي يستطيعوا ممارسة حياتهم بشكل طبيعي. ويبدو أن حركة الاحتجاج التي قام بها اللاجئون القادمون من عدة دول أفريقية التي بدأت في نهاية العام الماضي ومستمرة في بداية العام الحالي, ولن تتوقف ما لم تستجب حكومة تل أبيب لمطالبهم.. والذي اشعل غضب الافارقة في إسرائيل ودفعهم للخروج في مسيرات بعدة مناطق هو القانون الذي صدر منذ عدة أسابيع ويحدد أماكن معينة تشبه المعسكرات لإيوائهم هذه الاماكن تفتح أبوابها بالنهار فقط وتغلقها بالليل وينقل لمراكز الإيواء هؤلاء اللاجئون والمتسللون لاسرائيل عبرالحدود ويتم منحهم تصاريح إقامة مؤقتة ومن يحمل مثل هذا التصريح غير مسموح له بالعمل الامر الذي يؤثر بالسلب علي آلاف الشباب الافارقة الذين يحصلون علي قوت يومهم بالعمل في المطاعم والمقاهي والفنادق. هذا القانون يضر أيضا بأصحاب الاعمال فهناك عقوبات قانونية ولوائح اتهام في انتظار كل من يستعين بعامل افريقي يحمل تصريح إقامة مؤقتا وهناك53 ألفا يحملون مثل هذا التصريح المؤقت الذي يسد جميع الابواب والمنافذ أمام طالبي الحصول علي عمل. ويبدو ان هؤلاء المهاجرين يسببون مشكلة حقيقية لحكومة إسرائيل ورئيسها بنيامين نيتانياهو الذي تطرق إلي ما يقومون به من مظاهرات خلال اجتماع لكتلة الليكود حيث أكد انه سيقوم بابعادهم خارج إسرائيل وقال: لن تفلح أي مظاهرات أو اعتصامات بعد اليوم في إثناء حكومة إسرائيل عن إيقاف عمليات التسلل والهجرة غير الشرعية بشكل نهائي وأضاف سوف نخرج من هنا كل من دخل إلي إسرائيل قبل أن نغلق الحدود فالامر وكما يقول نيتانياهو لا يتعلق بلاجئين يخضعون للمعاهدات الدولية لكن بمتسللين عبروا الحدود بشكل غير شرعي وسوف نطبق عليهم القانون بحزم ففي عام2013 قمنا بترحيل2600 متسلل وهو عدد يزيد6 مرات عما قمنا بترحيله في2012 وفي العام الحالي سنقوم بترحيل عدد أكبر وهذا التزام من حكومة إسرائيل بذلك. وفي محاولة من المهاجرين لتصعيد احتجاجاتهم قاموا بتنظيم مظاهرة كبيرة أمام سفارة الولاياتالمتحدة مطالبين بالنظر في طلبات الهجرة التي تقدموا بها مرددين هتافات لا للسجن والاعتقال نريد مأوي وطالبوا بتدخل الولاياتالمتحدة لحل الازمة التي يعانوها والتأثير علي حكومة إسرائيل لتغيير سياستها تجاههم في الوقت الذي تظاهر فيه عدد آخر من الافارقة امام عدة سفارات اخري وأمام مفوضية الاممالمتحدة لشئون اللاجئين لزيادة الضغط علي المسئولين الاسرائيليين وتجمع الالاف منهم في حديقة لوينسكي في إطار خطة التصعيد والبعض من المتظاهرين يطالب حكومة إسرائيل بالتحدث معهم ووقف عمليات الاعتقال أو إرسالهم إلي معسكر حولون لتجميعهم في جنوب إسرائيل, وقد طرق هؤلاء المهاجرون كافة الابواب وآخرها باب الكنيست الاسرائيلي حيث دعا بعض أعضاء الكنيست زعماء المتظاهرين للاجتماع معهم داخل المبني لكن رئيس الكنيست ادلشتاين وبناء علي طلب العضوة ميري ريجيف قرر منع دخول زعماء الاحتجاجات للقاء اعضاء الكنيست بحجة عدم الاخلال بالنظام ومنع الفوضي التي قد يسببها هؤلاء وشاركه الرأي عضو الكنيست ونائب الوزير اوفير اكونيس وهو همزة الوصل او ضابط الاتصال بين الكنيست والحكومة حيث أعرب هو الاخر عن معارضته لدخول الافارقة مبني الكنيست وقال ان محاولات حزب ميرتس اليساري للا حتفاء بالمتسللين والمقيمين غير الشرعيين الذين يدوسون القانون باقدامهم غير مقبولة وتساءل هل يمكن أن يحدث هذا في البرلمان البريطاني أو مجلس الشيوخ الامريكي ؟ الامر الذي أثار عاصفة داخل الكنيست وأثارغضب واستياء الاعضاء حيث علقت علي ذلك رئيسة لجنة العاملين الاجانب العضوة ميكال روزين( ميرتس) بقولها: ان هذا قرار ظالم أما عضو الكنيست ديف حنين فقد انتقد قرار رئيس الكنيست الذي ينافي المهمة الديمقراطية للكنيست وقال متهكما: إذا كانوا لا يسمحون بالحديث داخل الكنيست فلنقيم خيمة خارجه! كان وزير الداخلية الاسرائيلي جدعون ساعر قد كشف أن عشرات الاريتريين قد غادروا إسرائيل إلي السويد منذ عدة أيام من تلقاء انفسهم وبالتنسيق مع حكومة السويد حيث حصل كل منهم علي3500 دولار وفي عام2013 غادر إسرائيل2612 متسللا من بينهم1955 من السودان واريتريا مقابل461 من هاتين الدولتين غادروا من تلقاء انفسهم في2012. وفي لقاء لاحد المتظاهرين ويدعي معتصم وهو من السودان مع وسائل الاعلام الاسرائيلية قال: سوف نستمر في الاحتجاج حتي تتحقق مطالبنا فليس لدينا ما نخسره فقد خيرتنا إسرائيل بين الذهاب للسجن أو العودة إلي مناطق الاضطرابات في بلادنا وعلي إسرائيل أن تلغي توقيعها علي الاتفاقية الدولية لحماية اللاجئين إذا لم تكن قادرة علي تنفيذ ما جاء فيها.