بحكم الموقع الجغرافي, والعلاقات الاستعمارية القديمة, دأبت مصر, وربما أغلب دول العالم العربي الأخري, حتي تلك الواقعة في قارة آسيا, علي التوجه إلي الغرب دبلوماسيا وتجاريا وسياسيا, ولم تضع للشرق أو لدول آسيا أهمية تذكر, فقد كانت هي الأخري, ربما واقعة تحت نير الاستعمار, أو التخلف, وكلاهما أسوأ من الآخر! وبالرغم من ذلك, فقد فطنت مصر في عهد جمال عبد الناصر إلي أهمية توطيد علاقاتها مع الشرق في آسيا, وهكذا ولدت حركة عدم الانحياز, التي شكلت تحالفا افريقا آسيويا مهما في السياسة الدولية لعقود عديدة. وها هي مصر تعيد تجديد أواصر الصداقة والعلاقات القوية مع اثنين من قادة آسيا هما الهندوالصين, من خلال زيارة مهمة يقوم بها نبيل فهمي وزير الخارجية إلي الهند, كما أن هناك وفدا شعبيا مصريا يزور الصين حاليا. وبعد زيارته المهمة لروسيا منذ أسابيع, وزيارة وفد روسي رفيع المستوي لمصر, وصل فهمي إلي الهند أمس في زيارة رسمية, يلتقي خلالها الرئيس الهندي حميد أنصار, ووزير الخارجية سليمان خورشيد ومستشار الأمن القومي الهندي شيف مينون. ومن المقرر أن يشرح فهمي في محاضرة بمعهد الدراسات الدفاعية والاستراتيجية أبعاد الأوضاع في مصر بعد ثورة03 يونيو, ثم يتوجه إلي الصين في زيارة رسمية. وفي بكين, تشهد العاصمة الصينية نشاطا مصريا قويا للوفد الشعبي المصري, الذي يضم القوي السياسية المصرية المختلفة, حيث يلتقي مع مسئولين صينيين, ويوضح ما حدث في03 يونيو في عدة معاهد أبحاث صينية. وهكذا تقوم الدبلوماسية المصرية الجديدة بتنويع البدائل, كما وصفها السفير بدر عبد العاطي المتحدث باسم الخارجية, حيث أكد أن مصر منفتحة علي كل دول العالم بما يصب في المصلحة الوطنية. لمزيد من مقالات راى الاهرام