تأتي اليوم لحظة النهاية لمباريات دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم في الموسم الحالي2013, وبجانب كرة القدم وما فيها من إثارة وانفعال.. هناك موعد أيضا مع المدرجات حيث لم يتزين ستاد في مصر منذ فترة بجماهير تتجاوز ال20 ألف متفرج, ونتمني أن تكون لوحة للجمال خالية من الدراما والسياسة, لأن ملعب كرة القدم مسرح مكشوف تنقل أحداثه علي الهواء مباشرة إلي ملايين الناس.حيث تتجه الأنظار في مصر وجنوب إفريقيا والقارة السمراء في السادسة مساء, صوب مدينة القاهرة وبالتحديد ستاد المقاولون العرب لمتابعة مباراة نهائي بطولة دوري أبطال إفريقيا بين الأهلي وأورلاندو بيراتس, التي يديرها الحكم الجامبي بكاري جوساما, وبالطبع يتمني جمهور الأهلي بصفة خاصة والجماهير المصرية بصفة عامة فوز الأهلي باللقاء وباللقب أيضا, فقد اشتقنا للإنتصارات بعدما حدث في كوماسي. منذ أيام.. لا حديث لنا سوي عن استعدادات الاهلي, ومتابعة تدريباته, ومن يلعب ومن لا يلعب, وكيف أنه يجب عدم الانخداع بنتيجة التعادل الإيجابي1-1 في مباراة الذهاب بجوهانسبرج؟!.. والمهم أنك سوف تنسي كل ما قرأت, وكل ما سمعت, منذ أيام, عند صفارة البداية, ومن المؤكد أن الفريقين سيلعبان بتوازن, وأن المباراة في بدايتها ستشهد ضغطا من الطرفين, ونسيجا يفرضه كل فريق علي من يستحوذ علي الكرة, وكما جرت العادة سوف يتغير السيناريو إذا سجل أحدهما هدفا, يترتب عليه انفتاح في اللعب وفي الخطوط الخلفية, لتتحول المباراة إلي الإثارة الكاملة وتكون الاحتمالات في الأهداف اكثر,لكن يبقي في النهاية سيناريو هيتشكوك في كرة القدم, حيث لا يمكن للمشاهد التعرف علي سير الدراما.. وماذا خلف أبواب الفزع.. ومن الفزع ولدت المتعة في أفلام هيتشكوك, ومن الدراما ولدت المتعة والإثارة وشعبية كرة القدم وعاشت أربعة آلاف عام. المقدمات النظرية لهذه المباراة قد لا تتطلب الكلام الكثير من فلاسفة التكتيك, نظرا للأبعاد الواضحة في خطوط كلا الفريقين من واقع مبارياتهما السابقة, فكلاهما لديه عناصره الأساسية التي لاغني عنها وكذلك خطته الثابتة في اللعب المتمثلة في طريقة4-2-3-1, حتي وإن كانت هناك خطة خداع تتردد خلال الأيام الماضية عن تتجاه الأهلي للعب بمهاجمين, لأن محمد يوسف من المديرين الفنيين غير المغامرين, كما أنه يلعب علي فرصتين وهما الفوز أو التعادل السلبي, وبالتالي لا يحتاج للتسرع في الهجوم مما قد يفتح دفاعاته التي هي بالأساس تحتاج لمساندة, كما أن تصريحات الموزمبيقي روجير دي سا المدير الفني لفريق أورلاندو الجنوب أفريقي حول أن مباراة العودة أمام الأهلي في القاهرة ستكون مختلفة,فهذا ربما لأنه سيفتقد لاعبين مهمين هما المدافع جيلي ولاعب الوسط جالي. أورلاندو بلا شك هو فريق كرة قدم بمعناها الدارج, أي أنه فريق يتميز بلعب الكرة علي الأرض ويتميز بالتفاهم والتجانس وتناقل الكرة بشكل سهل ومرهق للخصم, ولكن مباراة الذهاب أمام الأهلي أثبتت أن الفريق الجنوب إفريقي يعاني قصورا وضعفا شديدين في التسديد من خارج المنطقة, وكذلك عدم إجادة الألعاب الهوائية في الشق الهجومي, ولكن هذا لا يقلل المخاوف من لاعبي الوسط سيجوليلا ولينوكس باسيلا وداني كلاتي المشبهين ب عفاريت الملعب, ووحدهم يشكلون خطرا كبيرا حتي لو لم يدفع مدربهم بمهاجم ثان بجوار مياني,أما محمد يوسف المدير الفني للأهلي فمازال يفكر في تغيير وحيد عن تشكيل مباراته السابقة أمام أورلاندو,حيث تتجه النية للعودة بأحمد فتحي للجهة اليمني علي حساب شريف عبد الفضيل, في الوقت الذي يعود فيه شهاب الدين أحمد أو رامي ربيعة لوسط الملعب بجوار حسام عاشور ويتم تكليف عبد الله السعيد بمهام دفاعية مساعدة لهما لغلق منطقة الوسط أمام الهجوم الجنوب أفريقي, وبإستثناء ذلك سيظل شريف إكرامي في المرمي, وأمامه وائل جمعة ومحمد نجيب ويسارا سيد معوض, وفي المقدمة وليد سليمان وأبوتريكة ومعهما عبدالله السعيد كما ذكر مسبقا, والمهاجم المتوقع هو احمد عبد الظاهر, وتلك هي طريقة اللعب النظرية بعيدا عن التحولات والتحركات المنتظرة داخل الملعب وفقا لمجريات المباراة. إن الخطط الفنية أصبحت أكثر تطورا وكرة القدم تغيرت ما بين الكلاسيكية القديمة الي ما يسمي الكرة الحديثة وكل الخطط هدفها الوصول في النهاية إلي المرمي بطريقة يصعب علي الدفاع ايقافها, وهو الأمر الذي سيسعي إليه الفريقان مغلفا بأشياء أخري معنوية, فالأهلي لديه حافز كبير للفوز وهو الاحتفاظ باللقب والأموال التي يدرها ويحتاجها النادي ولاعبوه, إلي جانب اللعب في مونديال الأندية, وتدعمه ميزة اللعب علي أرضه بحضور جماهيري, ولكن في الوقت نفسه يجب ألا ننسي أن أورلاندو لديه جاهزية فنية نابعة من استمرار الدوري الجنوب إفريقي وهو ما كفل للاعبيه الحساسية الفنية وأيضا ارتفاع معدل اللياقة البدنية وكذلك ما يتردد عن لعبه جيدا علي أرض منافسيه, لذلك يجب علي الأهلي عدم الاندفاع هجوميا, وعدم فقدان الكرة في حالة الهجوم خوفا من الهجمات المرتدة السريعة للاعبي أورلاندو, والتنبيه علي اللاعبين بتسليم الكرة بشكل متقن للزميل وعدم الفلسفة في منهج كرة القدم, كي ينتهي الفصل الأخير من رواية النهائي الإفريقي لمصلحته.. ويحمل الكأس!