وسط الزخم الخليجي الكبير لدعم مصر كان السيد يوسف بن علوي وزير الشئون الخارجية العماني في القاهرة يقابل كبار المسئولين. مؤكدا أن مصر هي الشقيقة الكبري, وأن سرعة استعادة الاستقرار في مصر انعكس بالايجاب علي أمن واستقرار المنطقة العربية. وهو ما حدا بالفريق أول عبد الفتاح السيسي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع إلي الإشادة بالمواقف المشرفة للسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان, مؤكدا أن الشعب المصري لن ينسي الأشقاء بسلطنة عمان الذين دعموا إرادة المصريين وسعيهم إلي بناء مستقبل أفضل لمصر وللأمة العربية. وفي المقابل جدد الرئيس عدلي منصور تأكيده أن الحفاظ علي أمن الخليج في مواجهة أي تهديدات خارجية سيظل أحد أهم محاور الأمن القومي المصري. وقد سجل التاريخ مواقف السلطان قابوس تجاه مصر عندما حاولت بعض الدول العربية مقاطعتها بسبب اتفاقية السلام, وتمسكت السلطنة بالوقوف إلي جانب الشعب المصري, بل قام السلطان قابوس بدور مهم في عودة العرب إلي مصر ومصر إلي العرب, كشف عنه عام2891 في واحدة من حواراته الصحفية النادرة عندما قال: أننا نسعي جادين إلي إيجاد تقارب في وجهات النظر بين دول الخليج ومصر, ونعتقد أن القطيعة بين بلد عربي وبلدان عربية أخري ليست في مصلحة الأمة العربية قطعا, ومصر كان لها موقف نابع من قناعتها, ويجب أن يتفهم الآخرون هذا الموقف, وعسي أن يكون هذا اليوم قريبا, وتعود المياه إلي مجاريها. لقد اشتهرت الدبلوماسية العمانية دائما بالعمل في صمت ودون ضجيج في مسارات قد لا تظهر نتائجها للإعلام إلا بعد سنوات, ولاشك أنها مازالت تقوم بالدور نفسه تجاه مصر في المحافل الإقليمية والدولية, وعلي مستويات شتي. إن التلاحم الكبير الذي نشهده الآن بين مصر ودول الخليج العربي باستثناء قطر سيكون له آثر كبير في استقرار الأوضاع العربية, وسيصبح قاطرة النظام العربي الجديد الذي لابد أن يولد من رحم المتغيرات الحالية في المنطقة, ورغما عن أي ضغوط خارجية لا تريد للعرب الانطلاق إلي المستقبل. لمزيد من مقالات فتحي محمود