أتعجب كثيرا من تخبط وحيرة وزارة التربية والتعليم في اختيار موضوعات كتاب التربية الوطنية, المقرر علي بعض السنوات الدراسية, ومكتبتنا العربية زاخرة بالكتب التي تتحدث في كل نواحي تاريخنا الوطني بحيادية وموضوعية.. من هذه الكتب التي ارشحها لأخذ دروس كثيرة منها, كتاب: الغزو الثقافي يمتد في فراغنا لفضيلة الشيخ محمد الغزالي( رحمه الله), وسوف انقل لقراء بريد الأهرام بعض الفقرات التي وردت في هذا الكتاب المهم ليدركوا أن البصيرة النافذة, واستشراف المستقبل, ملكات يمن بها الله تعالي علي عباده المخلصين, ففضيلة الشيخ كأنه يتحدث عن واقعنا الآن وكأنه مازال يعيش بيننا يقول الشيح محمد الغزالي: لا ادري لماذا نريد تنفير الناس من الاسلام بتقاليد استحدثناها نحن, ما انزل الله بها من سلطان؟ هل الاستبداد السياسي سنة؟ والديمقراطيات الحديثة بدعة؟ هل الشعوب التي تقدر علي اقصاء تشرشل وديجول وهما من هما غير اهل للاسلام والشعوب التي تلهث وراء مواكب حاكمها هي الجديرة بالوحي؟ ألا ما اشد ظلمنا لدين الله!! ثم يقول: الغريب أن هناك جماعات تنتسب الي الاسلام, وتريد الحكم باسمه, تقيم كيانها علي المعني الذي ساد خلال عصور الاضمحلال الاسلامية, فهناك امير له سلطات واسعة, وجمهور مربوط بمبدأ السمع والطاعة في العسر واليسر, والمنشط والمكره من خرج عليه مات ميتة جاهلية! هذا المنهج مبتوت الصلة بالتطبيق الاسلامي ايام الخلافة الراشدة, بل هو مزيج من الكهانة والاستعلاء وخلط تعاليم الاسلام بشهوات الانفس. ويقول: نحن نرفض الخروج المسلح علي الدولة, ونتشاءم من الثورات العمياء, التي يثيرها اناس في موازينهم العلمية والخلقية عوج واضطراب. ان بعض الشيوخ لا يفهم الحكم الا سلطة لا تسأل عما تفعل, ورعية ينبغي أن تصبر علي قدرها وتقبل كل ما ينزل بها, عليها أن تلتزم بمبدأ السمع والطاعة والا ماتت ميتة جاهلية!! ويقول: لقد شعرت بأن هذا الاستعمار يعين الجماعات الدينية التي تنشر في رسائل انيقة الطباعة ان النساء شياطين خلقن لنا, وان الجلاليب البيضاء القصيرة من شعائر الاسلام.. الخ لأن هذا اللون من الفكر الديني يأتي علي الاسلام من القواعد, والجاهل عدو نفسه, وعدو دينه, وقد انتشر هؤلاء الجهال في ميادين الدعوة علي نحو تقر به عين الاستعمار, ويقلق منه الحماة الحقيقيون واخيرا فكأنه يصف زعماء هذه المرحلة فيقول: ان حملة العقائد الجديرين بالنصر ليسوا قطاع طريق ورجالات عصابات, انهم طلائع المعرفة, واشعة اليقين, واصحاب الاخلاق الزاكية والانفاس الطاهرة, أنهم بايجاز صانعو النهضات الحقيقية, واخلاق النبيين التقاة, وقادة الفكر الوعي والسلوك المجدي, هؤلاء هم الصالحون الجديرون بالسيادة في الدنيا. د.صلاح أحمد حسن استاذ بطب أسيوط