لأن بدء عروضه تتزامن مع مرور نصف قرن علي تدشينه, ها هو مهرجان أنطاليا السينمائي, المعروف باسم البرتقالة الذهبية, يعود في حلة جديدة تتسق مع يوبيله الذهبي, بيد هذا الزخم الكبير الذي احاط به, بدءا من اهتمام بلدية المدينة ورئيسها الدكتور مصطفي أك أيدين, مرورا بالمثقفين والفنانين, وانتهاء بدعم رجال أعمال المدينة التي تعتبر واحدة من أهم مدن السياحة بالبلاد, يأتي ذلك رغم الحصار الاقتصادي التي فرضته حكومة رجب طيب اردوغان, للمهرجان طوال السنوات الماضية خصوصا الخمسة الأخيرة منها, كونه ينطلق من مكان هو معقل حزب الشعب الجمهوري المعارض ومن ثم عقابا علي إمتناع سكانها التصويت للعدالة والتنمية الحاكم في الاستحقاقات الانتخابية. وفي مواصلة للتحدي القادم من أنقرة, أضيفت جائزة تبلغ55 الف ليرة اي ما يعادل28 الف دولار تمنح لصاحب العمل الأول تشجيعا للشباب وقود التغيير والباعث علي الأمل هكذا قالت أدبيات المهرجان الأقدم في وريثة الإمبراطورية العثمانية, زاد علي ذلك حثها لهؤلاء الشباب بضرورة تواصل الابتكار, والتنمية الشخصية, والسعي من أجل تكريس الحقيقة والعدالة, من جانب آخر, حرص القائمون علي تنويع أنشطة الإحتفالية, التي أنطلقت فعالياتها أمس, وتمتد لياليها حتي الحادي عشر من الشهر الجاري, فبالتوازي مع عرض أحدث ما أنتجته كاميرا ال35 ملي في العالم, دشنت علي ضفافها أحذ عشر معرضا, منها ما يضم أهم ملصقات السينما التركية بالتزامن مع استعدادات محبي الفن السابع لمرور قرن علي تدشينها في الاناضول والذي يوافق العام المقبل مع جزء خاص لافيشات البرتقالة الذهبية اعتبارا من سنة1965, وآخر تشكيلي, وثالث للصور الفوتوغرافية من كافة اركان المعمورة مع تركيز خاص علي حيوات هندية, ورابع يجسد مسيرة' الشبكةapka' باللغة المحلية', أي القبعة, في الفيلم التركي, والاحتفاء هذا له مغزي لانه يعيد للاذهان أحد المعضلات التي واجهها مصطفي كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية الكمالية قبل تسعة عقود حينما ألغي الطربوش في قطيعة لنظام الخلافة, ويطوي للابد أخر فصل من فصول رجل أوروبا المريض. إضافة إلي كل ذلك ستكون هناك ورشة عمل نزاوج بين الدراسة الاكاديمية, والخبرة العملية, وتضم مناقشة نحو180 مشروع سينمائي بدعم من المركز الثقافي لانطاليا, وخلالها سيعطي تمويلا لافضلها. واتساقا مع هذا الدور سيجد المتابع لفعاليات المهرجان واحد من الاقسام المستحدثة هذا العام تحت عنوان قصص الأجيال واختير العام1968 حيث الإنتفاضات المدوية ضد القمع والفاشية والنظم الديتكاتورية نقطة ارتكاز ومنها إلي سنوات الحرب الباردة وحتي الآن في التأكيد مجددا علي الناس في كل بقاع المعمورة لن يصمتوا وسوف يستمرون في المقاومة والنضال, في هذا السياق كان لافتا, عرض الفيلم المصري ميكروفون لاحمد عبد الله الذي سبق وحصل علي الجائزة الكبري في مهرجان إسطنبول إبريل2011, يذكر أن الشريط الذي قام ببطولته خالد ابو النجا ويسرا اللوزي ومنة شلبي نظر له علي أنه إرهاص لثورة الخامس والعشرين من يناير قبل عامين لانه انتج قبلها, ويبدو أن وضع الشريط في في اليوم الاول للمهرجان ما هو إلا إشارة رمزية تضامنية للحاصل الان عقب ثورة ال30 يونيه الثانية. ولن يكون هذا هو التكريم الوحيد فالجمهور واحتفاء بالمخرجة التشيكية المخضرمة فيريا تشيتلوفاVraChytilov المولودة عام1929 وعملها الكوميدي التراجيدي الاثيرSedmikrsky' البابونج' الذي يكرس ماساة حقبة كان نتاجها ربيع براج الشهير والذي بدا في يناير.1968 أيضا ومن خلال مفردات مغايرة لكن بذات المضمون, يشاهد عشاق السينما واحد من الأفلام اليابانية التي أثارت جدلا هائلا في موطنها لفرط جنوحه الاباحي أنه الشريط نشوة من الملائكةEcstasyoftheAngels الذي إنتج عام1972 للراحلKjiWakamatsu(1936 2012) ويكشف عن النزوع الراديكالي الذي ساد في اليابان خلال عقد الستينيات الجنوح الاباحي المفرط وحركات النسوية دوال العقود الماضية وإطلالة وحتي لا ينسي النشئ ما كان يحدث فيما عرف باوروبا الشرقية, سيعرض المهرجان فيلما بولنديا بعنوان' إيقاع الحرية'BeatsofFreedom والذي قاما علي إخراجه كل من فيوزوف ستوتاWojciechSota و ليزسزكي حونساكيLeszekGnoiski وبالطبع سيكون هناك موعد مع العنصرية والسينما المستقلة الامريكية من خلال عمل''EasyRider لدنيس هوبرDennisHopper(1937 2010) والذي قام ببطولته في.1969 ونال عنه جائزة في مهرجان كان السينمائي, إضافة إلي أنه رشح للأوسكار كأفضل سيناريو أصلي. كذلك الامريكي المعاصر سيايك ليSpikeLee وعمله الذي كتبه أيضا' أعمل شيئا مفيداDotheRightThing عام1989.