ما أجمل وأروع وأحلي أن يضع الإنسان نفسه في خدمة أحبائه ووطنه وخاصته.. هذه هي الأنشودة الجميلة التي أنشدتها الشرطة المصرية الباسلة والجيش المصري الصلب في تطهير الأرض المصرية من العديد من البؤر الفاسدة فلقد بكيت كثيرا أمام أعمال البطولة الخارقة التي قدمها أفراد الشرطة والجيش منذ30 يونيو2013 عاقدين العزم علي تحقيق مطالب الشعب, بتضحيات كثيرة وبطولات نادرة وبخطط يقينية, وبإيمان بلا ضعف, وبرجاء ثابت, ويقين كامل اجتازت قوات الشرطة ومعها الجيش نيران الإرهاب بلا تردد عاقدين العزم علي المضي قدما لتحرير الأرض.. وماذا يمكنني أنا الضعيف أمام هؤلاء الأقوياء أن أقدمه تكريما لتضحياتهم وإخلاصهم ووفائهم في سبيل الوطن؟ ماذا يمكنني أن أفعله أمام هذا الزخم الهائل من الحب الحقيقي للوطن؟.. هل يوجد أغلي من الدم يمكن للإنسان أن يقدمه فداء لمن يحبه؟ لقد لقتنا هؤلاء الأفذاذ درسا عمليا في حب الوطن.. ولن يفيده إلا أبناؤه المخلصون. فمن العار أن يخون الإنسان وطنه, وفي الوقت نفسه من المجد أن يفدي الإنسان وطنه. تحية تقدير وإعزاز وحب نقدمها جميعا كبارا وصغار للروح الوثابة للبطل الشجاع اللواء نبيل فراج الذي تقدم الصفوف لمواجهة موجات الإرهاب وما أعظم أن ينال الإنسان لقب الشهادة, وما أعظم أن يكون الإنسان سخيا في عطائه ونبيلا في كرمه, لقد اجتاز الشهيد أقصي درجات الألم, ورحل مكرما ومعززا. فهل نحن أقل منه في تحمل آلام المخاض لتولد مصر من جديد مضيئة كالشمس مرهبة كجيش من ألوية ناصعة البياض؟ فلتحيا مصر بدم المصريين, فهو الدم النقي الذي يطهر الأرض الطيبة, تحية صادقة للذين أنشدوا نشيد الحب وترنيمة النصر. د. مينا بديع عبد الملك أستاذ الرياضيات بهندسة الإسكندرية