حقق منتخب مصر فوزا كبيرا علي زيمبابوي باربعة اهداف مقابل هدفين في المباراة التي جرت بينهما امس في هراري, لينفرد بقمة المجموعة السابعة لتصفيات كأس العالم.. ويضمن بنسبة مؤكدة الصعود الي مرحلة التصفيات الاخيرة. كان محمد صلاح نجم اللقاء قد احرز ثلاثة اهداف وصنع الرابع لابوتريكة.. كما تفوق شريف اكرامي علي نفسه وساهم في الوصول بالنتيجة الي هذا الرقم بحفاظه علي شباكه في الكثير من فترات اللقاء, ولا يتحمل مسئولية الهدفين لان الدفاع كان سببا رئيسيا فيهما. سيناريو الشوط الاول كان حافلا بالكثير من المفاجأت.. بداية من التشكيل الغريب الذي دفع به المدير الفني الامريكي بوب برادلي من خلال اشراك اسماء غابت عن المنتخب خلال المباريات الاخيرة مثل احمد حجازي, وانتهاء بطريقة اللعب التي قامت علي اسلوب2/3/5, وذلك بغرض فرض الحذر الدفاعي علي الاداء للخروج بنتيجة ايجابية. الدقائق الاولي كانت مثيرة من جانب المنتخب الوطني, فقد احكم قبضته علي منطقة المناورات ولم يترك لمنافسه الفرصة ليشكل اي خطورة مستغلا الشحن المعنوي المبكر للاعبيه, وحاول استغلال المساحات الموجودة خلف الدفاع من خلال انطلاقات النجم محمد صلاح وتواجد ابو تريكة داخل المنطقة. اسفرت هذه المحاولات عن هدف مبكر لابو تريكة في الدقيقة الخامسة بعد تمريرة رائعة من صلاح بعد غزوة موفقة من الجانب الايمن, لم يستغل المنتخب التقدم المبكر في تكثيف الضغط علي المحاربين وتراجع دون داع الي منطقة ملعبه, تاركا لهم الحرية والانطلاق. ظهر الفقر الهجومي لمنتخب زيمبابوي في الدقائق التالية فعلي الرغم من استحواذه علي الكرة ولكنه لم يتمكن من اختراق السياج القوي لدفاع منتخبنا, لاسيما في ظل التأمين القوي من عاشور والنني امام المدافعين.. ويتألق اكرامي في الكرات القليلة التي وصلته ولكن ظهر واضحا ان التفاهم ليس علي درجة عالية بين ثلاثي العمق وائل جمعة وحجازي ومحمود فتح الله, بينما غاب الطرفان احمد شديد قناوي واحمد فتحي عن الناحية الهجومية, ولم يكن لاحمد عبد عبد الملك وجود يذكر علي مدي الشوط. كانت هذه الارهاصات مقدمة لهدف التعادل للمحاربين الذي جاء بخطأ قاتل وساذج لفتح الله استغله المهاجم موكامبا ليضع الكرة في شباك اكرامي الذي خرج لمواجهته, تخلي المنتخب عن الحذر الدفاعي الزائد عن الحد بعد الهدف وبدأت تحركات ابو تريكة وصلاح علي المرمي, ويهدر الاخير هدفا من انفراد واضح, وينقذ اكرامي هدفا لزيمبابوي.. ثم تشهد الدقائق الاخيرة هدفا رائعا لصلاح بمجهود فردي ليضع الفراعنة في المقدمة. الدقائق الاولي من الشوط الثاني شهدت هجوما مكثفا من المحاربين وسط دربكة من الدفاع, وينجح اكرامي في الحفاظ علي شباكه.. وحالة فوران من اصحاب الارض وشراسة في الضغط ويتألق عاشور في فك الاشتباك داخل المنطقة في الوقت المناسب, وسط تراجع مجدد للمنتخب دون سبب واضح للدفاع, وتشتيت للكرة مع الاعتماد علي الكرة الوحيدة المحفوظة بارسال التمريرات خلف المدافعين لصلاح. انعدم التفاهم تماما بين شديد قناوي وعبد الملك.. ويخرج ارشفورد من زيمبابوي ويدخل بدلا منه ديبور شافا في الدقيقة62 لانعاش خط هجوم فريقه, ويهدر صلاح هدفا مؤكدا من انفراد مؤكد.. ويخرج عبد الملك ويشترك أحمد المحمدي, ويواصل صلاح مسلسل اهدار الفرص في الدقيقة21 بعد مراوغته للحارس ماكسويل ولكن الكرة تخرج لركلة ركنية. حاول منتخب المحاربين القيام بعملية اختراق من خلال التسديد من بعيد.. ولكنها تذهب بعيدا.. ثم يتكرر نفس سيناريو هدف زيمبابوي الاول ويرتكب ثلاثي العمق خطأ خطيرا كاد ان يسفر عن التعادل لولا ان اكرامي خرج في اللحظة المناسبة وانقذ شباكه.. ويجري المدير الفني الالماني باجيلز تغييرين هجومين في محاولة لترجمة السيطرة الي اهداف. تصاعد هجوم زيمبابوي في اخر ربع ساعة وسط تراجع من لاعبي المنتخب.. وينقذ اكرامي شباكه اكثر من مرة, ولم يغير الدفع بابراهيم صلاح كثيرا في الناحية الهجومية.. ووسط هذا الحشد من المحاربين كان' صلاح' كلمة السر فقد سجل الهدف الثالث الرائع بمجهود فردي مميز في الدقيقة33. لم يتوقف ضغط اصحاب الارض ويعود اكرامي للتألق ولكن الدقيقة36 جاءت لتشهد الهدف الثاني للينكولن من خطأ للدفاع بسبب غياب الرقابة.. ولكن صلاح لم يترك الفرصة طويلا للمحاربين ليفرحوا باحرازه الهدف الرابع والثالث له في الدقيقة40.. ويجري برادلي تغييرا لاستهلاك الوقت باشراك احمد تمساح بدلا من قناوي, وتمر الدقائق الاخيرة وسط هجوم مكثف من اصحاب الارض ولكن اكرامي واصل تالقه لينهي النتيجة لصالح الفراعنة بفوز كبير ويضمن لهم الانفراد بقمة المجموعة وضمان الصعود الي التصفية النهاية بشكل اكلينيكي.