صرح مسئول بوزارة الأوقاف بأن حصيلة النذور في الشهور الأخيرة تضاعفت بعد تطهير العناصر الفاسدة والمهملة, وذكر أن مسجدا تضاعفت فيه حصيلة النذور من30 ألف جنيه إلي200 ألف مما يؤكد أن عملية التطهير كانت ضرورية من أجل المصلحة العامة. كانت وزارة الأوقاف قد تعرضت مذ تولي وزيرها الحالي لحملة ضارية تتهمه بأخونةالوزارة, أي إحلال مسئولين من جماعة الإخوان بدلا من المسئولين الذين جاءوا في عصر المخلوع, وقالوا إن الوزير نفسه ينتمي إلي الجماعة, ومع أني أعرف أن الوزير ليس منتميا إلي الإخوان; فقد نفي أكثر من مرة انتماءه إلي الجماعة, وأكد أنه يعين الأكفاء الذين ينهضون بالواجب المطلوب منهم, وهو ما تجلي في جوانب عديدة بزيادة دخل النذور, ومحاولة استعادة الأوقاف المنهوبة, واسترداد مستحقات الدولة من ناهبيها وإصلاح لجان اختيار الأئمة والوعاظ.. رهاب الأخونة صار فزاعة يرفعها الرافضون للتطهير ومواجهة الفساد, وهو ما تجلي في كثير من المناسبات التي تقتضي إزاحة ركام الانحراف والنهب والإهدار, وقد رأينا مؤخرا نموذجا لمقاومة التطهير في وزارة الثقافة التي تحتضن الفساد بامتياز. لم يقل الفاسدون المفسدون إننا مع التطهير والإصلاح ولكنهم رفعوا شعارات بائسة ظنا منهم أنها تخدع الشعب الذي يؤمن بالحلال والحرام, ويقدر الأشخاص بمقدار تعففهم أو دناءتهم وخستهم وجشعهم وتطفلهم. المفارقة أن من رفعوا شعار محاربة الأخونة في الثقافة يجعلون من أنفسهم نماذج تحتذي في الاستنارة والحداثة وصناعة المستقبل, ويرون ضمنا أن التطهير الذي سيطالهم بالضرورة يمثل معركة ضد العقل المصري(!) ويصب في تغيير الهوية الثقافية للبلاد(!) وتكريس الاستبداد السياسي والثقافي باسم الدين( ؟), ثم ينصبون أنفسهم متحدثين باسم الثقافة الوطنية المصرية التي تصنع أفقا مغايرا, حداثي الطابع, ينتصر لكل ما هو إنساني ووطني ونبيل وحر وتقدمي... والسؤال: هل يعني ذلك نهب أموال الدولة وإهدارها وإنفاقها بلا عائد علي فصيل واحد يستمتع بالإقصاء والتهميش والتغييب لمخالفيه ؟ ثم ماذا قدمت قطاعات الفساد علي مدي ستة عقود غير التراجع المخزي لدور مصر الثقافي؟ إذا كان التطهير يعني الأخونة فأهلا به. لمزيد من مقالات د.حلمى محمد القاعود