وسط هذا الكم الهائل من الهموم والمشاكل يزداد احتياجنا للابتسامة التي أصبحت عملة صعبة هذه الأيام فالضحك الذي أثبت العلم أنه علاج للكثير من الأمراض بتقويته لجهاز الناعة لم يعد متاحا لنا الا في أفلام الأبيض والأسود ومسرحيات زمان. أما مايعرض الآن في شاشات العرض لأفلام جديدة ماهي الا سلسلة من المواقف المبتذلة لشخصيات ماسخة تفعل اي شيء لاستجداء الضحك من الجمهور الذي غالبا لاينجح حتي في الابتسام. ولاشك ان لدينا فنانين يتمتعون بالموهبة سواء من ممثلين ومخرجين وموسيقيين ولكن النقص الكبير يبدو في الكتاب فلا نجد قصة أو موضوعا مثلما كنا نشاهد في أفلام العصور السابقة فليس معني أن يكون الفيلم كوميديا الا يكون له موضوع. أين ذهب هؤلاء الكتاب, فلاشك انهم موجودون ولكن لماذا لاتصل أعمالهم للمنتجين وصناع الأفلام ؟ أم هل هو أختيارهم مانراه من مشاهد مبتذلة فلا قصة أو موضوع اعتمادا علي نجم تكون وظيفته صنع الضحك بوسائله الخاصة, فكلنا نشاهد الأفلام الأجنبية الكوميدية منها أو غير ذلك فلا نجد أبدا فيلما أو مسرحية بدون موضوع, ولايوجد فيلم يشبه الآخر بحجة أن التيمات السينمائية عددها محدود ولامفر من تكرارها فالكوميديا تولد من موقف أكثر من حركات مفتعلة يقوم بها الممثل بجسمه أو بصوته. نحن في أشد الحاجة الي الضحك والابتسامة فياليت صناع السينما المصرية يبذلون جهدا أكبر في اختيار الموضوعات فلايمكن ان تكون مصر قد خلت من كتاب الكوميديا ففي هذا البلد ولد الفن منذ الاف السنين واستمر عبر العصور فكيف ونحن من رواد السينما في العالم لا نجد عملا يستحق أن يحمل اسم مصر. لمزيد من مقالات بقلم : جيهان مصطفي