لايمكن لأي حكومة أن تعمل وسط كل هذا التشكيك, ولايمكن لأي رئيس أن ينجح, وسط كل هذه الضغوط, ومايحدث عندنا الآن لايستهدف الرئيس وحكومته, وإنما يستهدف مصر كلها, ومن المؤكد أن الثمن سوف يدفعه الجميع. مصر الآن غارقة في الانقسام, وهناك من يدفع الأمور لفوضي الشاملة ومن يراهن علي انهيار اقتصادي يطيح بالرئيس وحكومته وجماعته, مع أن أي انهيار اقتصادي لن يفلح في علاجه شيء, لا المساعدات الدولية ولالمنح العربية, لانه سيكون المدخل لثورة الجياع! الذين يدفعون الاوضاع في بلادنا الي حافة الهاوية, يراهنون بمستقبل هذا البلد, ويقامرون بمصلحة هذا الشعب, ويتجاهلون ان مصر لم تعد تتحمل مزيدا من التصعيد, وان شعبها لم يعد قادرا علي احتمال المزيد من البؤس, ولابد من حلول عاجلة قبل ان يجرفنا الطوفان البعض يترحم علي ايام مبارك, والبعض يدعم مرسي, والبعض يدعو الي طريق ثالث,ومابين هؤلاء واولئك يتواصل لانقسام والفوضي والعنف, دون تفكير جاد في المستقبل, ولا اتفاق علي خارطة طريق, فالكل يفكر في مصالحه الخاصة, ولايعنيه ان يحترق الاخرون! القضية الان لم تعد من يفوز علي من؟, فالكل خاسر مالم نتفق علي وسيلة للخروج من النفق المظلم, ومالم نقبل بالاحتكام الي آليات الديمقراطية, والاستماع لرأي الشعب, والقبول بنتائج الانتخابات, طالما انها حرة ونزيهة ولايشوبها تزوير. الذين يراهنون علي الانهيار الاقتصادي كمدخل للتغيير السياسي, يمارسون نوعا من الانتحار الجماعي, فثورة الجياع قادمة مالم يتفق الجميع علي خارطة طريق! لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود