في إطار الجهود المبذولة للحفاظ علي البيئة والتنوع البيولوجي والاهتمام بالأنواع المهددة بالانقراض,وخصوصا التي أصبحت نادرة في البيئة المصرية والعالم, وكذلك للحد من التلوث والحفاظ علي الصحة العامة وبحث المشكلات البيئية من خلال محاولة رفع وعي الجمهورالزائر لحدائق الحيوان المركزية رصدت مجموعة من النشطاء المعنيين بحقوق الحيوان في مصر بعد زيارات متتالية وبالتنسيق مع دينا ذو الفقار منسق عام رابطة أوار للتوعية بالحيوان والبيئة بعض السلوكيات الخاطئة لزائري حدائق الحيوان التي تضر بالإنسان والحيوان وتؤثر علي صحة وسلامة الإنسان, وتشوه صورة مصر في المحافل الدولية. من هذه السلوكيات الخاطئة محاولة إطعام الحيوانات أو اللعب معها أو ملامستها وتقبيلها, أما السلوك الأخطر الذي رصدته الكاميرا وهو قفز بعض الأطفال من علي الأسوار وتسلق أقفاص القردة مما قد يعرضهم إلي العقر أو خلافه, فالقردة وإن بدت صغيرة لا يمكن مداعبتها كالحيوانات المستأنسة, كذلك تسلق الأقفاص سلوك غير مقبول ومخاطره كبيرة للإنسان والحيوان علي حد تعبير الناشطة البيئية دينا ذو الفقار, كما أرجعت المجموعة التيقامت بالرصد هذا السلوك إلي حالة الفوضي والانفلات الأخلاقي التي نعيشها في كل مجالات حياتنا وتضر أيضا بيئتنا. أما الدكتور أشرف سليم الأستاذ بمركز علاج السموم الإكلينيكية والبيئية- قصر العيني فيري أن سلوك الإنسان يسهم إلي حد كبير في التأثير علي البيئة وتلويث الماء والهواء والأرض, ويؤدي إلي انتشار الأوبئة ويسرع من وتيرة التغيرات المناخية التي قد تقضي علي كل الكائنات الحية بما فيها الحيوان والنبات والإنسان وبشكل أسرع من اكتشاف أي سلالات جديدة في العالم من النبات والحيوان. وأوضح الدكتور أشرف سليم أن السلوكيات الخاطئة لها دور مباشر في تلويث البيئة, فإفراط المزارعين في استعمال المبيدات بكميات كبيرة للقضاء علي الحشرات والآفات للنجاة بالمحصول هو سلوك يدل علي عدم الوعي البيئي والصحي ويؤدي الي تسرب المبيدات إلي التربة والمياه الجوفية فتصيب الإنسان بأمراض خطيرة نتيجة تلوث السلسلة الغذائية النباتية والحيوانية, وكذلك استخدام الهرمون في الزراعة للتبكير بالمحصول سلوك آخر يدل علي الجشع ويصيب الناس بالأمراض الخطيرة, ولذلك فالسلوكيات قد تكون مكتسبة من البيئة الاجتماعية, أو نتيجة لمؤثرات أخري كالتلوث المحيط بالإنسان ويتغلغل في حياته سواء من تأثير محطات التقوية للتليفون المحمول المقامة فوق أسطح المنازل أو البحر العائم من كثرة الأمواج الكهرومغناطيسية التي لا مهرب منها علي الإطلاق وتصدر عن الأجهزة التي نستخدمها,بالإضافة إلي استخدام بعض العقاقير التي تعكر المزاج وتغير السلوك وتدفع الإنسان إلي الاكتئاب والهياج والثورة ولو لأتفه الأسباب.وأضاف أن إجراء الفحص الطبي والسلوكي والنفسي علي عينة بعد تطبيق العلاج الطبي واستخدام البطارية النفسية واختبار بيك للاكتئاب, بالإضافة الي الاختبارات الشخصية, أظهر أن الاكتئاب يؤثر علي سلوك الإنسان ويقلل من الوظائف المعرفية الخاصة بالتركيز والانتباه وسرعة الأداء ورد الفعل بقشرة المخ وعلي الأداء ومستوي العمل, وكذلك أظهرت نتائج الدراسات تأثير التليفون المحمول ومحطات التقوية والأجهزة المنزلية علي صحة الإنسان من صداع وضغط الدم الانقباضي, والقلب والدورة الدموية, وذلك حسب المدة التي يتعرض لها, وتختلف من شخص إلي آخر, حسب طبيعة جسم الإنسان والصفات الوراثية له, وهو يؤدي بالتالي إلي تغييرات كيميائية مختلفة واضطرابات تؤثر علي سلوك الإنسان الغريب والمتقلب, فصعود الطفل لقفص بحديقة الحيوان معناه أنه لا يدرك ولا يخشي العواقب لسلوكه الغريب لأن الإنسان السوي لا يقدم علي مثل هذا السلوك, فقد يسقط أعلي القفص فيصاب بكسر أو جرح, وقد يصيبه الحيوان بمرض خطير.